شهد قسم التنويم إصابات متفرقة لنزيلات جراء سقوطهن من أسرَّة بلا حواجز، لعدم توافر أسرَّة طبية داخل أروقة الفلل الثلاث التي ترقد في اثنتين منها نحو 60 مريضة، بحسب مصادر في المستشفى، بينما تختص الفيلا الثالثة بحالات الإدمان التي لا يتجاوز عددها أصابع اليدين. ويؤدي اختلال توازن وتركيز بعض المريضات بعد تناولهن الأدوية النفسية إلى سقوطهن من تلك الأسرَّة من حين إلى آخر، ما يتسبب في إصابتهن، إذ أدى سقوط واحدة منهن قبل عامين إلى قطع أذنها وتحويلها إلى مستشفى الشميسي. وعلى رغم أن نزيلات «فيلا 2» تتباين حالهن النفسية عن نظيراتهن في بقية الفلل نظير تضاعف حالهن العصبية وهياجهن بشكل ملحوظ، إلا أن الجهة المسؤولة لم تهيئ عدداً كافياً مما يعرف ب«الممرضة اللصيقة»، التي تقتصر عنايتها ومتابعتها على نزيلة بعينها طوال فترة عملها. أسهم هذا النقص في تضرر كلا الطرفين المريضة والممرضة معاً، إذ إن ازدواجية مهمات الممرضات في الفترة الواحدة وتباين مهماتهن بين تقديم الطعام للمريضة تبعاً لحالها واسمها، وإحضار الأدوية اللازمة لها من الصيدلية، وانتظارها أمام غرفة الاستحمام وممارسة مهمات أخرى، أسهم في تضررهن جميعاً عبر مواقف عدة، تجسّد أحدها في إصابة وضرب إحدى النزيلات عينها بالملعقة في الوقت الذي عمدت فيه الممرضة إلى جلب الدواء من الصيدلية، في حين همت نزيلة أخرى في حال هياج إلى خلع أحد الشبابيك ومحاولتها ضرب الممرضات، في الوقت الذي لم يجدن فيه حلاً آخر لمنحها الإبرة المسكنة سوى قذف إحدى البطانيات على وجهها ومن ثم إحاطتها ووخزها بالإبرة. ولا تقتصر العراقيل والصعوبات التي تواجه كلا الطرفين على ذلك فقط، فغرفة سحب الدم ضيقة وبلا إضاءة، وتضطر الممرضة إلى الاستعانة بالضوء الخارجي حتى تتمكن من منح المريضة الإبرة في المكان الصحيح، في حين أن افتقار الغرفة ذاتها إلى «مغسلة» لتعقّم الممرضة يدها بعد الانتهاء من إجراء التحاليل على المريضة، من شأنه الإسهام في التلوث في ظل عدم توافر برنامج مكافحة عدوى فعلي داخل المستشفى، بحسب مصادر تعمل في المستشفى. وطالب عدد من العاملين في المستشفى بالتعاقد مع طبيب مختص لقراءة تخطيط المخ للمريضة بعد إخضاعها للجهاز من الممرضات، إذ تكمن أهمية هذه العملية في إدراك حقيقة المرض النفسي الذي تعاني منه المريضة، الذي يعتمد عليه تقديم العلاج المناسب لها. وأكد بعضهم أنه طوال الأعوام الماضية كانت الممرضات يضطررن إلى وضع ورقة التخطيط في أحد الأدراج لعدم إدراكهن لمعناها، حتى تكدست أعدادها بلا فائدة، في حين أن المستشفى تعاقد مع أحد المختصين في قراءة تخطيط المخ قبل عام، وألزمه بقراءة تخطيطات عتيقة للمرضى طوال أعوام ماضية، في حين أن الجهة المعنية لم تجدد عقده مرة أخرى، ما أسهم في تردي حال المرضى وعدم القدرة على تشخيص حالاتهم بدقة. واشتكت عاملات من تعطل إطارات الكراسي المتحركة وصعوبة دفعها لقدمها وعطبها، ما يشكل صعوبة في التنقل ويزيد من معاناتهن. كما استاء عدد من أولياء أمور مريضات من افتقار الفريق الطبي الذي يعمد إلى زيارة المريض في منزله من خلال برنامج «العلاج بالعمل» إلى استشاري نفسي أو اختصاصي نفسي على الأقل تبعاً لما نصّ عليه النظام، والاكتفاء بزيارة المريض وفحص حالته ومنحه الأدوية والحقن المفترضة من ممرضين فقط، ما يعني إسناد الطبيب مهمة الفحص والتشخيص إلى الممرض، وتدوين ذهابه للمريض شخصياً ظلماً وبهتاناً، بل إن عجز الممرضين في إحدى المرات عن السيطرة على المريضة لحظة هياجها، اضطرهم إلى الرجوع إلى مسقط رأسهم، من دون منحها العلاج اللازم.