بعد يوم واحد على مقتل قائد شرطة الأنبار أحمد الدليمي، أجبر مسلحو تنظيم «داعش» قطعات عسكرية تابعة للجيش على الانسحاب من ثكنات منتشرة في مناطق شمال وغرب الرمادي، فيما قامت الحكومة الاتحادية بنقل معتقلين من تنظيم «داعش» من سجونهم في الرمادي إلى بغداد، ما يوشر إلى الخوف من سقوط الأنبار بيد التنظيم. وقال ضابط رفيع المستوى في «قيادة عمليات الانبار» في اتصال مع «الحياة» أمس إن «تنظيم داعش شن هجوماً مضاداً فجراً على القوات الأمنية المتواجدة في أطراف أقضية هيت وحديثة ما دفع بقيادة العمليات لسحب قوات أمنية قوامها فوج كامل من معسكر في قضاء هيت». وأشار إلى أن «المعلومات التي قالت إن انسحاب الجنود جاء بعد معارك مع التنظيم عارية عن الصحة. تم انسحابهم بشكل سلمي من أجل تعزيز الدفاعات في قاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي». وأعلن تنظيم «داعش» عبر حسابه الرسمي في «تويتر»، أمس، أنه «دخل المعسكر دون مقاومة»، وأوضح أن عناصره لاحظوا قيام الجيش بحرق معدات المعسكر من العجلات والأعتدة قبل انسحابه، وأضاف أن جثث عدد من الجنود كانت موجودة في القاعدة. وأكد المصدر أن «داعش بات يسيطر على الطريق الرابط بين الرمادي وبلدات غرب المحافظة في حديثة وهيت وراوة والبغدادي»، ولفت إلى أن «المشكلة تكمن في أن قاعدة «عين الأسد» أكبر معسكرات الجيش في الأنبار اصبحت مكشوفة، كما أن سد «حديثة» أصبح معرضاً لهجمات جديدة من التنظيم». وأضاف أن «المناطق الرابطة بين هيت وقاعدة عين الأسد وهي البسطامية، والسهلية، والكسارة، وخزرج، والدولاب، صارت تحت سيطرة داعش»، ورجّح أن يقوم التنظيم بمحاولة الهجوم على قاعدة «عين الأسد». لكنه أشار إلى أن القاعدة «عصية ولن يتمكن المسلحون من الاقتراب منها بسهولة». وفي اجراء احترازي، قررت الحكومة الاتحادية أمس، «نقل معتقلين متهمين بالارهاب من سجون الرمادي إلى أخرى في بغداد». وأفاد مصدر في شرطة الأنبار أن «المحافظة تضم معتقلين خطرين متهمين بالارهاب في سجون تقع في الرمادي وقضاء الخالدية وتم نقلهم على دفعات إلى السجون في بغداد». وطالب رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، في بيان أمس، الحكومة الاتحادية ب «ارسال فرقتين عسكريتين لسد النقص الأمني الحاصل في المحافظة»، وأضاف أن «المحافظة ستطلب من التحالف الدولي التدخل براً في حال عجزت الحكومة عن ذلك». وفي صلاح الدين شمال بغداد، أعلن مدير شرطة ناحية الضلوعية العميد قنديل خليل، أن «داعش انهار في مناطق شرق الضلوعية بعد تلقيه ضربات قوية ومواجهات على الأرض كبدته خسائر جسيمة». وأوضح أن «وجود قوات عمليات دجلة قرب نهر العظيم، وصمود العشائر، جعل داعش يبحث عن ملاذ».