وحده القدر من أنقذ حياة المبتعث محمد بخاري الذي كان يقف في موقع الانفجار الثاني الذي حدث عند نقطة النهاية لماراثون بوسطن السنوي. هواية التقاط الصور جعلته يغير المكان، كي يختار زاوية أفضل، من دون أن يعلم أنه هرب من موت محقق. يروي بخاري طالب الماجستير في كلية إميرسون ما حدث ل«الحياة»: «تأخرت عن حضور الماراثون، إذ وصلت بعد مرور أربع ساعات على بداية الحدث، كنت واقفاً في المكان الذي وقع فيه الانفجار أحاول التقاط صور للسباق، لكن الزحام لم يساعدني». انتقل إلى مكان آخر، سار على قدميه لمسافة 300 متر، بحثاً عن زاوية أفضل لعدسته، ليسمع فجأة دوي الانفجار الأول، ويلتفت مع الجميع ليشاهد بعينه الانفجار الثاني الذي وقع في «منطقة خط النهاية». ويصف بخاري الموضوع بأنه كان عادياً، لأنه لم يعتد على التخوف من الإرهاب كشيء تعرض له مباشرة، خصوصاً بعدما شاهد الرعب الذي دب بين الناس وسقوط البعض على الأرض، وبعدها سار مع الجميع في خطوط الإخلاء التي خصصتها قوات الأمن. وعن المصابين يقول بخاري إنهم لم يستطيعوا التأكد من هوياتهم سوى ما سمعوه عن إصابة سعودي وسعودية، فالمستشفيات الأميركية تعالج الجميع بغض النظر عن الجنسية والمستشفيات مشددة على الدخول والخروج الآن، وحتى أهالي المرضى لا يستطيعون الدخول داخل المستشفيات إلا بتعليمات من المستشفى فقط. وعلى بعد عشرات الأمتار من موقع انفجاري بوسطن كانت شقيقة أحمد رزيق (طالب القانون في كلية ليسل) تتلقى محاضراتها في أحد المعاهد المنتشرة في المدينة. على عجل اتجه رزيق ليطمئن على شقيقته ويعود بها إلى المنزل، يحكي قصته خلال الساعات العصيبة في حياة سكان بوسطن ل«الحياة»: «كنت سأذهب للماراثون كعادتي كل سنة، إذ حضرت الحدث السنوي الشهير في العامين الماضيين، لكنني لم أذهب هذا العام. وبعد الانفجار مباشرة ذهبت لأخذ أختي من المعهد الذي تدرس فيه القريب من مكان الانفجار». أحمد رزيق وشقيقته عاشا مع عشرات الطلاب السعوديين في بوسطن تجربة عصيبة، ويدرس 1007 طلاب سعوديين في 500 جامعة ومعهد في المدينة وضواحيها. وأشار رزيق إلى أن عدداً من الطلاب السعوديين كانوا من حضور الماراثون الشهير، الذي يلقى حضوراً كبيراً من مختلف شرائح المجتمع هناك، وشهدوا لحظة وقوع الانفجار، لافتاً إلى أن كثيراً من طلاب الجامعات والمعاهد، ومنهم سعوديون، كانوا حاضرين، كون بعض الجامعات والمعاهد تمنحهم إجازة في هذا اليوم لحضور الماراثون والمشاركة فيه. وذكر طالب القانون أن الطلاب السعوديين في مدينة بوسطن الأميركية بادروا بتوجيه نداء للطلاب السعوديين للتبرع بالدم، وبإنكار التفجير الذي وقع أول من أمس (الاثنين) أثناء إقامة ماراثون بوسطن السنوي. وقال إنه سيتوجه للتبرع بالدم للمصابين بالانفجار استجابة لنداء وجهه مجموعة من الطلاب السعوديين للقيام بعمل إنساني ومشاركة المصابين في مصابهم، لافتاً إلى أن الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن اتصلت بعدد كبير من الطلاب السعوديين في بوسطن للاطمئنان عليهم.