توقفت كتلة «المستقبل» النيابية في لبنان أمام «حملة الضغوط الإعلامية والسياسية التي يشنها بعض القوى السياسية على رئيس الحكومة المكلف تمام سلام لرسم خطوط حمر ووضع المطبات والاشتراطات التي قد تؤدي إلى تعطيل الهدف الذي حدده الرئيس المكلف لتأليف الحكومة، أي تحقيق المصلحة الوطنية». وأكدت في بيان أصدرته بعد اجتماعها الأسبوعي في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة أن «مصلحة البلاد الوطنية تتطلب من الجميع، في هذه المرحلة، النظر بعمق وروية وحكمة إلى الظروف والتطورات المحيطة بلبنان وخصوصاً ما يجري في سورية والعراق، ما يحتم حماية لبنان وتمكينه من مواجهة هذه التطورات لا إقحامه فيها». وإذ رأت الكتلة «أهمية تشكيل حكومة مكونة من فريق عمل متجانس وفعال من غير المرشحين للانتخابات النيابية تضع في أولوية مهماتها إجراء الانتخابات النيابية في أقرب فرصة ممكنة بما يسمح بنقل لبنان إلى مرحلة جديدة تتجدد معها الحياة السياسية وتفتح الآفاق نحو التطور والحيوية والإنماء»، أكدت أن ذلك «يتحقق عبر انتخابات وفقاً لقانون يأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف ويؤمن صحة التمثيل وعدالته وحرية الاختيار ويقوم على الدمج بين النظامين النسبي والأكثري وينقل لبنان إلى مرحلة بعيدة من التوتر والشحن والمواجهة». وجددت موقفها الداعي إلى «دعم الرئيس المكلف لينحح في مهمته، لا العمل على تكبيل يديه بشروط شخصية وسياسية تجعل عملية التأليف مستحيلة». واستنكرت الكتلة «أشد الاستنكار الاعتداءات التي تعرضت لها قرى لبنانية على الحدود الشرقية والشمالية من الجانب السوري»، لافتة إلى أن هذه «الاعتداءات المتمادية تشكل خرقاً جديداً للسيادة اللبنانية وهي مستنكرة ومرفوضة من أي جهة أتت ولا يمكن القبول بها أو السكوت عنها». وتوجهت الكتلة «بواجب العزاء لأهالي جميع الشهداء اللبنانيين الذين سقطوا نتيجة تلك الاعتداءات ومنهم من سقط أخيراً في بلدتي القصر وسهلات الماء»، ونوهت بمقررات الاجتماع الذي عقد في القصر الجمهوري، مطالبة بالإسراع في تنفيذها ومنها التقدم بمذكرات إلى جامعة الدول العربية والأممالمتحدة «علماً أن هذا الأمر كان يجب أن يحدث منذ فترة طويلة». وتوقفت الكتلة أمام «الاستفاقة الإعلامية والسياسية لدى بعض الأطراف للمطالبة اليوم بمواجهة الاعتداءات من الجانب السوري علماً أنها متمادية منذ أكثر من سنتين باتجاه لبنان وحدوده وقراه وأهله». ورأت أن «سياسة الكيل بمكيالين من قبل البعض في لبنان لهي ممارسة معيبة بحق الوطن والشعب والكرامة الوطنية، فشهداء عكار وعرسال بفعل الاعتداءات التي ارتكبها النظام السوري هم بمرتبة شهداء بلدة القصر وسهلات الماء. لذلك، فإن من واجب السلطات الرسمية طلب المساعدة من الأممالمتحدة لحماية الحدود الشماليةوالشرقية من الاعتداءات من الجانب السوري». وجددت الكتلة «التنديد والاستنكار باستمرار تورط حزب الله في المعارك الدائرة في سورية» وحملته «المسؤولية الأولى عن الأخطار والاعتداءات التي يتعرض لها لبنان من الجانب السوري، فشباب لبنان يجب أن تصان حياتهم وأرواحهم وليس مقبولاً السكوت عن رميهم في أتون الصراع الداخلي السوري، وإذا كانت الشهادة بمثابة كرامة وشرف من أجل الدفاع عن لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي، فإن الموت دفاعاً عن النظام السوري هو جريمة بحق الشهادة وبحق مستقبل أجيال لبنان وشبابه». ودعت الكتلة «السلطات الرسمية إلى العمل على معالجة أوضاع النازحين السوريين في لبنان في شكل جدي، إذ إن أوضاعهم الإنسانية لم تعد تحتمل ما يقتضي معالجة هذه القضية على أرفع المستويات العربية والدولية». وإذ استنكرت الكتلة «عمليات النشر المشبوهة لأسماء وصور الشهود في المحكمة الدولية» اعتبرتها «بمثابة جريمة تحقير للمحكمة»، وطالبت المحكمة «بملاحقة المسؤولين عن هذه الأعمال». كما طالبت السلطات الرسمية والقضائية اللبنانية بالتعاون مع المحكمة «من أجل كشف الذين قاموا بهذا العمل الإجرامي بحق العدالة بهدف إعاقتها وتعطيل عملها».