أصدر رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت مرسوماً علّق به السلطات التنفيذية لنائبه رياك مشار، في وقت أكد زعيم حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض حسن الترابي أن المعارضة لن تخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة الا بمغادرة النظام الحاكم وذهابه بشكل نهائي، لكنه توقع ترشح الرئيس عمر البشير لدورة جديدة سواء بتعديل الدستور أو تنظيم تظاهرات لموالين للحزب الحاكم لإثنائه عن قراره عدم الترشح. وقال الترابي مخاطباً لقاء نظمه لمناسبة الافراج عن أربعة من كوادره بعد سجن دام نحو 9 أعوام، إن بمقدور حزب المؤتمر الوطني الحاكم تعديل الدستور لإتاحة الفرصة لمرشحه لخوض الانتخابات مرة أخرى. وأضاف: «خاض (البشير) الانتخابات قبل اتفاق السلام وبعده وليست هناك ضمانات لعدم ترشحه رغم اننا نسمع الحكام في افريقيا يقولون إنهم زاهدون في تولي الرئاسة مجدداً ومن ثم يترشحون مرة أخرى». وجدد الترابي رفض حزبه دعوات الحوار التي أعلنها البشير، وشدد على أن لا حوار مع الحزب الحاكم إلا حول كيفية خروجه من سدة الحكم. وتابع: «إذا أراد هؤلاء التحدث معنا فليخرجوا من السلطة وليهبوا أولاً للمحاسبة». وشدد على أن المعارضة لن تخوض الانتخابات إلا بمغادرة وتفكيك النظام الحالي وخروجه بشكل نهائي، محذراً من أن الوطن يتمزق وأجزاء أخرى تستعد للخروج عنه. وكشف أن البشير أوفد إليه أخيراً نائبه الحاج آدم ومساعده عبدالرحمن الصادق المهدي، مشيراً إلى أن الحزب الحاكم يتحدث عن الدستور من دون أي تفويض شعبي. وزاد: «كيف يدور بيننا حوار وليس بيننا استواء؟». إلى ذلك، ينتظر أن تبدأ المفاوضات المباشرة بين الحكومة السودانية ومتمردي «الحركة الشعبية - الشمال» الثلثاء المقبل في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا. وقالت الناطقة باسم وفد الحركة المفاوض زينب محمود الضاوي إن رئيس الحركة مالك عقار تلقى دعوة رسمية من الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي للمشاركة في هذه الجولة الأولى من المحادثات. وأوضحت في تصريح أن الحركة أعلنت موافقتها وأن وفدها المفاوض مؤلف من 15 عضواً برئاسة الأمين العام ياسر عرمان. ورأت أن السلام من شأنه أن يُنهي معاناة آلاف النازحين من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وكان رئيس وفد الحكومة إبراهيم غندور أعلن الأحد الماضي استعداد الخرطوم للدخول في مفاوضات جادة مع متمردي الشمال للتوصل إلى تسوية سلمية لقضية النيل الأزرق وجنوب كردفان. وقال للصحافيين إن وفده بانتظار إخطار الوساطة الأفريقية لبدء المفاوضات. كما أعلن متمردو «الحركة الشعبية - الشمال» سيطرة قواتهم على منطقة دندرو الواقعة على بعد 18 كيلومتراً شرق مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان. وقال المتمردون إن مقاتليهم تصدوا للجيش الحكومي وطاردوا جنوده حتى داخل حامية الدندور وبسطوا سيطرتهم عليها فى معركة دامت 15 دقيقة، تكبدت خلالها قوات الجيش السوداني خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري. وأكد المتمردون قتل 13 فرداً من الجيش السوداني وأسر جندي والاستيلاء على أسلحة وسيارات، واعترفوا بفقد 4 قتلى وإصابة سبعة آخرين بجروح. لكن مسؤولاً رئاسياً في الخرطوم نفى مزاعم المتمردين وقال ل «الحياة» إن متمردي «الحركة الشعبية» هاجموا منطقة الدندور لكن الجيش السوداني تصدى لهم وكبدهم خسائر فادحة، موضحاً أن المتمردين في اضعف حالاتهم لكنهم يسعون الى «فرقعات اعلامية قبل بدء المحادثات مع الحكومة ليقولوا: نحن هنا». في غضون ذلك، أصدر رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت مرسوماً علّق به السلطات التنفيذية لنائبه رياك مشار. وترك القرار، الذي بثه التلفزيون الرسمي لجنوب السودان، لنائب الرئيس ما سماه بالسلطات الإدارية من دون تحديد نوعية تلك السلطات. بينما سمح القرار لنائب الرئيس أن يمارس سلطاته المنصوص عليها بحسب دستور جنوب السودان، والتي تسمح له أن يكون عضواً في مجلس الوزراء وأن يحضر جلسات مجلس الأمن القومي في جنوب السودان. ولم يذكر المرسوم الرئاسي الأسباب التي أدت إلى اتخاذ القرار الذي اعتبره كثيرون مفاجئاً. لكن مراقبين ربطوه بالخلافات التي قيل إنها بدأت تتطور بين سلفاكير وريك مشار، نائبه في الحزب الحاكم أيضاً. وتعود هذه الخلافات إلى رغبة مشار في الترشح لانتخابات الرئاسة المقررة في نيسان (أبريل) عام 2015، في حين يصر سلفاكير على إعادة ترشيحه وهو أمر لم يحسم حتى الآن داخل أجهزة الحزب. وكان مشار قد اطلق منذ شهور حملة في أرجاء جنوب السودان تدعو إلى نبذ التعصب القبلي وإنهاء النزعات بين المكونات الاثنية المختلفة حول المراعي ومصادر المياه. كذلك نظّم حملات لحض الوزارات المختلفة على احترام التنوع القبلي في توزيع الوظائف. ورجحت مصادر مطلعة تخوف سلفاكير من استخدام رياك مشار عملية المصالحة لتنفيذ اجندته السياسية. وأثار القرار مخاوف في الشارع من أن يؤدي هذا الخلاف إذا ما تطور إلى انقسام ستكون له تبعيات عنيفة بخاصة أن الرجلين يتحدران من قبيلتين كبيرتين في جنوب السودان. فسلفاكير يتحدر من الدينكا كبرى قبائل الجنوب وريك مشار يتحدر من قبيلة النوير ثاني كبرى قبائل الجنوب وأكثرها منافسة للدينكا.