وجهت كوريا الشمالية امس، تهديدات جديدة لكوريا الجنوبية وتوعدتها «بضربات ساحقة» من دون سابق تحذير، رداً على احتجاجات مناهضة للزعيم الشمالي كيم جونغ أون وأسلافه نظمت في سيول فيما كانت بيونغيانغ تحتفل بذكرى ميلاد مؤسسها كيم أيل سونغ. وطالبت بيونغيانغ سيول بوقف الاحتجاجات والاعتذار عنها. وأفادت وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية بأن جيشها وجه إنذاراً للجنوب بسبب الاحتجاجات التي نظمت أول من أمس وأحرقت خلالها صور لكيم ووالده وجده. ونقلت الوكالة عن قادة الجيش في كوريا الشمالية قولهم: «عملنا الثأري سيبدأ فوراً ومن دون سابق إنذار». وأوردت الوكالة أن «الأداء العسكري للقوات المسلحة الثورية لجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية سيتمثل في ضربات ساحقة قوية لكل القوى المعادية التي مست كرامة القيادة العليا». ونقلت الوكالة عن جيش كوريا الشمالية انه «إذا أرادت السلطات الصورية في كوريا الجنوبية حواراً حقيقياً ومفاوضات فعليها أولاً أن تعتذر عن كل الأفعال المعادية لجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية سواء كانت كبيرة أو صغيرة وتظهر للرفاق رغبتها في وقف كل تلك الأفعال». في الوقت ذاته، اعلنت كوريا الشمالية انها لا توافق على حوار «مذل» مع الولاياتالمتحدة، مشيرة الى ان اي محادثات لا يمكن ان تجرى إلا إذا تخلت واشنطن عن سياستها «العدائية» حيال نظامها وعن «تهديداتها النووية». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية في بيونغيانغ: «اننا لا نرفض (فكرة) الحوار، لكن لا يمكننا ان نوافق على بدء حوار مذل وجهاً لوجه مع محادث يلوّح بتهديد نووي». في المقابل، قال ناطق باسم وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية إن الإنذار الذي وجهته كوريا الشمالية لا يستحق حتى الرد وإن سيول تنتظر من بيونغيانغ اتخاذ «قرار حكيم». كذلك قال الناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية كيم مين - سيوك للصحافيين: «من المؤسف أن يغضب الشمال من معلومات نشرت في الصحف» ويستخدمها ذريعة من اجل «إطلاق تهديدات ضدنا». وأضاف: «سنتخذ إجراءات انتقامية عنيفة وصارمة إذا حصلت استفزازات منظمة أياً تكن أسبابها». وأتى التحذير الكوري الشمالي غداة اختتام وزير الخارجية الأميركي جون كيري جولة آسيوية كان هدفها نزع فتيل التوتر العسكري في شبه الجزيرة الكورية ومحاولة حمل الصين على التدخل لدى حليفتها كوريا الشمالية لوقف تهديداتها الحربية. من جهة أخرى، تحطمت مروحية عسكرية أميركية من طراز «بلاك هوك» مشاركة في المناورات العسكرية في كوريا الجنوبية امس، قرب الحدود بين الكوريتين. وأفاد مصدر رسمي بأن أي إصابات لم تسجل. وقال مسؤول في الجيش الأميركي إن المروحية وهي ناقلة جند من طراز «سي اتش-53» كانت تقل طاقماً من خمسة أفراد و16 جندياً قامت ب «هبوط صعب» في منطقة شيولوون المتاخمة لكوريا الشمالية. وأشار بيان للجيش الأميركي إلى نقل جميع الركاب إلى المستشفى، مؤكداً أن ستة منهم «وضعهم مستقر» سيبقون قيد المراقبة. وينتمي الطاقم إلى كتيبة الاستكشاف 31 في سلاح المشاة الأميركي التي تتمركز في اوكيناوا في جنوباليابان. ونددت كوريا الشمالية بالمناورات العسكرية الأميركية - الكورية الجنوبية التي تعتبرها تدريباً على اجتياح أراضيها وهددت سيول وحلفاءها بضربات نووية.