رفعت بيونغيانغ حدة التوتر الى ذروته في شبه الجزيرة الكورية امس، وهددت بضرب أميركا وقواعدها العسكرية، رداً على طلعات نفذتها طائرتا «بي 2» (شبح) أميركيتان في أجواء كوريا الجنوبية، الأمر الذي انتقدته موسكو باعتباره استعراض قوة. وبعد ساعات على بث صور الطلعات الجوية للقاذفتين الأميركيتين خلال مناورات مشتركة مع سيول، عقد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون اجتماعاً طارئاً لأركانه وأمر باستكمال كل الاستعدادات لتوجيه ضربات صاروخية إلى الأراضي الأميركية والقواعد الأميركية في المحيط الهادئ. وأفادت وكالة الأنباء الكورية المركزية الرسمية في بيونغيانغ، بأن كيم الثالث «وقع أوامر (الاستعدادات) في اجتماع بعد منتصف الليل (الخميس – الجمعة) مع كبار القادة العسكريين». ونقلت عنه قوله: «آن الأوان لتصفية الحسابات مع الامبرياليين الأميركيين في ضوء الوضع السائد». وأظهرت مشاهد وصور بثتها الوكالة امس، كيم الثالث جالساً الى مكتبه وخلفه خريطة للولايات المتحدة، رسم عليها مثلث حول هاواي. وأرفقت الوكالة ذلك بتقرير مفاده أن كيم أبلغ أركانه أنه في حال أقدم الأميركيون على عمل استفزازي «أرعن»، فإن القوات المسلحة الكورية الشمالية «ستضرب بلا شفقة البر الأميركي والقواعد العسكرية في المحيط الهادئ، بما في ذلك هاواي وغوام وتلك الموجودة في كوريا الجنوبية». واعتبر كيم أن طلعات القاذفتين تخرج عن اطار استعراض القوة وتشكل «إنذاراً (من الأميركيين) يثبت أنهم يريدون إشعال حرب نووية بأي ثمن»، وذلك في إشارة إلى قدرات قاذفات «بي 2» على تنفيذ قصف استراتيجي عن ارتفاع يصل إلى 15 ألف متر، من دون رصدها من الرادار. ويمكن هذه القاذفات حمل 18 طناً من السلاح التقليدي او النووي. وأشارت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية، الى «رصد تعزيزات وتحركات لمركبات في مواقع الصواريخ الطويلة والمتوسطة المدى في كوريا الشمالية، ما يشير إلى احتمال تجهيزها للإطلاق». وتملك كوريا الشمالية صواريخ طويلة المدى من طراز «نودونغ» و «موسودان» التي يمكن أن تصل إلى القواعد الاميركية في المحيط الهادئ، لكن محللين قللوا من احتمال تنفيذ بيونغيانغ تهديدها. في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من «فقدان السيطرة على الوضع» في كوريا الشمالية، و «الانزلاق الى دوامة حلقة مفرغة» من العنف. وفي انتقاد موجه الى الأميركيين، اعرب لافروف عن قلقه من «تحركات احادية الجانب تقضي بتكثيف النشاطات العسكرية التي تجري حول كوريا الشمالية بالتوازي مع رد الفعل الملائم لمجلس الأمن ورد الفعل الجماعي للمجموعة الدولية». وقال ان روسيا تدعو كل البلدان الى «الامتناع عن استعراض قوتها العسكرية، وتجنب استخدام الوضع الراهن لتحقيق اهداف جيو-سياسية في المنطقة بالوسائل العسكرية». في الوقت ذاته، دعت بكين، وهي الحليف الاساسي لنظام بيونغيانغ، كل الأطراف إلى بذل «جهود مشتركة» لخفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية. واعتبر الناطق باسم الخارجية الصينية هونغ لي، أن «السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية يخدمان المصلحة المشتركة» لكل الأطراف.