طهران، بوينس آريس – «الحياة»، أ ب، رويترز، ا ف ب - استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بأعمال السفارة الأرجنتينية في طهران أمس، وأبلغته احتجاجها الشديد على «التدخل السافر» لحكومته في الشؤون الداخلية لإيران، إذ اعتبرت الأرجنتين تعيين أحمد وحيدي وزيراً للدفاع «إهانة لضحايا» تفجير مركز يهودي في بوينس آيرس العام 1994، والذي أوقع 85 قتيلاً و300 جريح، ويُشتبه بتورط وحيدي فيه. واعتبر رئيس الوزراء الأرجنتيني انيبال فرنانديز أن «الأشعار الأحمر» الذي أصدرته الشرطة الدولية (الانتربول) بحق وحيدي العام 2007، «يجعل اعتقاله إلزامياً في اي دولة»، وهو ما «صادقت عليه الغالبية العظمى» من الدول في اجتماع الهيئة العامة للانتربول في المغرب العام 2007. وأفادت وكالة «مهر» بأن رئيس الدائرة الثانية لشؤون أميركا اللاتينية في الخارجية الإيرانية ابلغ القائم بالأعمال الأرجنتيني ماريو انريكه كينتيروس ان «من المؤسف ان يتولى بعض الأفراد والجهات داخل الأرجنتين، خصوصاً في الجهاز القضائي، الدفاع عن مصالح الصهاينة بدل الدفاع عن مصالح الشعب الأرجنتيني». في باريس، أعرب المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية عن «سخطه لتسمية إرهابي وزيراً للدفاع في إيران». في غضون ذلك، صعّد الجيش الإيراني و»الحرس الثوري» حملتهما على رموز الإصلاحيين. وقال الجنرال مسعود جزائري مساعد هيئة الأركان العامة للجيش أن «الذين اشتهروا بالخيانة يجب ألا يقودوا حزباً او مجموعة سياسية في البلد». وأضاف أن «الرأي العام نفد صبره ويريد تصدّي الأجهزة المعنية وبينها السلطة القضائية للذين خانوا الثورة الإسلامية والنظام، ودفعوا للقيام بانقلاب ناعم وأثاروا الاضطرابات والشغب في طهران». ودعا الى «تصفية ما تبقى من العناصر الرئيسية التي وقفت وراء الثورة الناعمة، ولا تزال طليقة»، وزاد: «لا يمكن التأكد من عدم مواجهتنا مرة أخرى تهديدات وأزمات مماثلة». أما قائد سلاح البحرية في «الحرس الثوري» الجنرال مرتضى صفاري فاعتبر ان «قادة الثورة المخملية كانوا يمهدون لاحتلال الغربيين والدول المعادية البلد». وأضاف أن «مخططي الثورة المخملية كانوا يعدّون للقضاء على كثير من أركان النظام، مثل ولاية الفقيه ومجلس صيانة الدستور»، لافتاً الى ان «مخطط الثورة المخملية سيناريو أعدت له أميركا مسبقاً». وكشف مهدي كروبي المرشح الإصلاحي الخاسر للانتخابات الرئاسية، تفاصيل حول «اغتصاب» متظاهرين احتُجزوا خلال الاحتجاجات. ونشر كروبي على الموقع الإلكتروني لحزبه «اعتماد ملي» شهادة معتقل يصف عملية اغتصابه، مشيراً الى أن طبيباً أكد ادعاءاته. وأشار كروبي الى انه سيكشف تفاصيل جديدة حول عمليات الاغتصاب، إذا واصلت السلطات نفيها ما يعتبره وقائع. وعلى صعيد السجال الداخلي حول تشكيل الحكومة الإيرانية، بدا ان مرشحي الرئيس محمود احمدي نجاد لتولي الحقائب الرئيسية، سيحظون بثقة مجلس الشورى على رغم الشكوك التي أثارها نواب بارزون في هذا الشأن. وقال النائب جواد كريمي قدوسي عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، أن مرشحي نجاد لتولي حقائب الداخلية مصطفى محمد نجار والاستخبارات حيدر مصلحي والدفاع احمد وحيدي والخارجية منوشهر متقي، «يحظون بنظرة إيجابية من اللجنة». وأضاف أن تلك الوزارات هي «مجالات مصيرية على صعيد الأمن القومي للبلد»، مشيراً الى أن «التنسيق بينها ضروري لتحقق أهداف الثورة الإسلامية». وقال النائب مؤيد حسيني صدر، عضو لجنة الطاقة في البرلمان إن مسعود مير كاظمي مرشح نجاد لتولي وزارة النفط، عرض على أعضاء اللجنة «خطة عمله وأفكاره، وغيّر صورته في أذهانهم». وكان رئيس اللجنة حميد رضا كاتوزيان اعتبر الأسبوع الماضي ان تعيين كاظمي سيحدث أضراراً «لا يمكن إصلاحها» لقطاع النفط. ووسط تكهنات برفض النواب منح الثقة لعدد من مرشحي نجاد، اعتبرت أوساط سياسية محافظة ان الرئيس الإيراني يحتفظ بأسماء مرشحيه الأساسيين، لطرحها ما ان يرفض النواب خياراته الأولى. وفي ما اعتُبر تحدياً لنجاد، عيّن الرئيس الجديد للسلطة القضائية صادق لاريجاني، وزير الاستخبارات السابق غلام حسين محسني ايجائي مدعياً عاماً، خلفاً لقربان علي دري نجف آبادي. وكان نجاد أقال محسني ايجائي الذي انتقد مماطلته في تنفيذ أمر المرشد علي خامنئي بإلغاء قرار تعيين اسفنديار رحيم مشائي نائباً للرئيس.