في مؤشر يعكس سعي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تفادي أزمة مع السلطة الفلسطينية وتخطي استقالة رئيس الحكومة سلام فياض، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن «هناك أكثر من شخص يمكن أن نتعامل معه» فيما قال مسؤول في الخارجية أن واشنطن تتطلع للقيادة الفلسطينية “لدعم النمو الاقتصادي وبناء الدولة والأمن للفلسطينيين". وقال كيري في تصريحات للصحافيين خلال زيارته طوكيو أول من أمس إن «الولاياتالمتحدة ستستمر بمبادرتها مهما كان» لتعزيز التنمية الاقتصادية في الضفة الغربية. وأضاف في لهجة تعكس تخطي الإدارة لعقدة استقالة فياض أن «هناك أكثر من شخص يمكن للولايات المتحدة أن تعمل معه». وأضاف: «هل كنت أفضل عدم مغادرته؟ نعم بالتأكيد لأنه كان يوفر استمرارية». ووصف فياض بأنه «صديق جيد اظهر فارقاً كبيراً». وأضاف كيري أن واشنطن «ستستمر بالعمل، ونأمل أن يجد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الشخص المناسب للعمل معه في المرحلة الانتقالية وللعمل معنا لبناء الثقة». وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية ل "الحياة" أن واشنطن «تتابع الوضع عن كثب، وتدرك أهمية الدور الذي يلعبه كل من الرئيس عباس ورئيس الوزراء (المستقيل) فياض وتقدر جهودهما في دعم بناء دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة». وأشار المسؤول إلى أن فياض «كان شريكاً قوياً للمجتمع الدولي وقيادياً في تعزيز النمو الاقتصادي وتأسيس الدولة والأمن للشعب الفلسطيني... ونحن نتطلع لجميع القيادات الفلسطينية لدعم هذه الجهود». ويعكس الكلام الأميركي حرصاً من إدارة أوباما على علاقة جيدة عموماً مع السلطة الفلسطينية، واستمرار التعاون في المرحلة المقبلة والمحورية لجهود كيري في الدفع بعملية السلام وتحسين الوضع في الضفة الغربية. وحظي فياض بعلاقة جيدة مع واشنطن منذ وصوله الحكومة في 2007 خلال ولاية جورج بوش ووصولاً لأوباما الذي التقى به خلال زيارته الأخيرة لرام الله. وثار الخلاف بين عباس وفياض حول استقالة وزير المال نبيل قسيس في الثاني من آذار (مارس) الماضي التي قبلها فياض فيما رفضها عباس، وذلك بعد شهور من التوتر بين الرجلين. وجاءت استقالة فياض السبت على رغم «التدخل» الأميركي المكثف لدى الجانب الفلسطيني، خصوصاً اتصال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجمعة مع عباس والطلب منه «تطويق أزمة استقالة فياض من منصبه وحل الإشكال» كما نقلت «فرانس برس» عن مسؤول فلسطيني، مضيفاً أن «اتصال كيري مع الرئيس عباس هو استكمال لهذا التدخل الذي يحصل للمرة الثانية خلال أقل من أربع وعشرين ساعة»، بعدما أعلن مسؤول أميركي في لندن الخميس أن «فياض لم يقدم استقالته. لن يقوم بذلك. إنه باق (في منصبه) على حد علمي». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين فلسطينيين عن أملهم بألا تعرقل استقالة فياض مبادرة التنمية الأميركية المزمعة للضفة الغربية، خصوصاً أن استقالته تأتي قبل أقل من أسبوع على زيارة وزير الخارجية الأميركي له وإعلانه أن واشنطن ستقدم خطة لإزالة الاختناقات والحواجز أمام التنمية الاقتصادية في الضفة الغربية. ونقلت «رويترز» عن مسؤول رفيع في منظمة التحرير الفلسطينية أن «الرئيس الفلسطيني والفريق الذي يختاره هو من سيتولى متابعة تنفيذ المبادرة الأميركية في ما يتعلق بالموضوع الاقتصادي»، لافتاً إلى أن «الشأن السياسي هو من صلاحية منظمة التحرير»، مضيفاً أن «موضوع المساعدات غير مرتبط بشخص فياض. وسواء كان فياض موجوداً أو غير موجود ستبقى هذه المساعدات تصل، لأنها مرتبطة بالشعب الفلسطيني وليس بهذا الرجل أو ذاك». وذكرت حنان عشراوي القيادية في منظمة التحرير أن استقالة فياض «تتعلق بالسياسات الداخلية ويجب ألا يكون لها تأثير على الجهود الغربية لدعم الاقتصاد الفلسطيني».