توجه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة تمام سلام إلى اللبنانيين، وشكرهم في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي على «العاطفة النبيلة التي أحاطوه بها منذ اللحظة الأولى لتكليفه تشكيل الحكومة». وقال: «هذا التعاطف الكريم الذي اعتز به وأفتخر، يشعرني بمزيد من المسؤولية في المهمة الملقاة على عاتقي ويشكل دافعاً لي لمزيد من العمل لمواجهة التحدي الوطني الكبير الماثل أمامنا، وتشكيل حكومة المصلحة الوطنية»، داعياً إلى «تعاون جميع المخلصين في لبنان لإيصال بلادنا بإذن الله إلى بر الأمان». إلى ذلك، تواصلت المواقف امس من تشكيل الحكومة. وأعلن رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة أن فريقه سيساعد الرئيس المكلف في تشكيل حكومة «تحيي الروح الحقيقية للبنان الرسالة». وقال في عشاء في دارة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري في وسط بيروت أول من امس للمشاركين في اجتماع الهيئة التنفيذية الليبرالية الدولية إن «هناك صراعاً يدور بين من يرغبون في العيش بحرية وكرامة ويكونون أوفياء لقيم الليبرالية والانفتاح وقبول الآخر والتكيف والتطور مع الزمن، وبين ممن زالوا يقرأون في كتب قديمة وبالية». وأضاف: «هناك رئيس حكومة مكلف جديد يعمل على تأليف حكومة ويشاطرنا القيم الليبرالية الأساسية نفسها. ونحن سنقدم له كل الدعم الذي يحتاجه لينجح في مهمته وسنساعده في تشكيل حكومة تحيي الروح الحقيقية للبنان الرسالة في المنطقة والعالم. وسنجهد معه لضمان إجراء الانتخابات البرلمانية في مواعيدها الدستورية لأننا ببساطة لا يمكننا أن نقبل بوضع ديموقراطيتنا المولودة منذ عقود عدة في الانتظار، في الوقت الذي يخوض فيه العالم العربي معركة الديموقراطية باللحم والدم». وأشار إلى حصول «بعض الانتكاسات في سعي الربيع العربي لتحقيق الحرية والديموقراطية. شهدنا أحزاباً لا تشاطرنا قيمنا الليبرالية وانفتاحنا تفوز في الانتخابات عقب تجربة الربيع العربي. ولا نزال نرى يومياً فظائع نظام وحشي في سورية مستعد لحرق بلده وذبح شعبه للبقاء في السلطة. ونشهد أيضاً زيادة سلطة بعض القوى الراديكالية التي نزلت إلى الشوارع في بعض الدول العربية لمقاتلة وتهديد الوجه الليبرالي للمجتمعات العربية. ولكن مثل هذه الحوادث لا يجب أن تخيفنا». وقال: «إن طرق النظام السوري القديمة باستخدام فزاعة الأصوليين لن تخدمه هذه المرة كما خدمته على مدى أربعة عقود. كما لن تستطيع أي قوة نيران أو قوة عسكرية وقوة إقليمية إيقاف مسيرة الشعب السوري نحو الديموقراطية». ورأى أن «علينا احترام نتائج الانتخابات التي فازت بها الأحزاب الإسلامية في تونس ومصر. لكن الوقت سيظهر أن على هذه الأحزاب أن تتغير أو سيتم تغييرها، فالقيادة من المقعد الأمامي تختلف تماماً عن القيادة من المقعد الخلفي». وأمل وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور بأن «يكون تشكيل الحكومة الجديدة محطة للوفاق لا للانشقاق، وأياً كان شكل هذه الحكومة، وحدة وطنية، مصلحة وطنية، أو تكنوقراط، حياديين ربما نحصل عليهم من كوكب آخر، نحن مع حكومة تنشأ بوفاق وطني وتكون فرصة لوفاق وطني خارج أي انشقاق». وقال في احتفال أقامه الاتحاد النسائي التقدمي في الكفير أمس: «سنكون إلى جانب الرئيس المكلف في جهده وأفكاره، على أن تكون هذه الحكومة فرصة لتعزيز جو الوحدة والتفاهم الذي نشأ في الاستشارات والذي من الواجب أن نحافظ عليه على أمل أن تقدم الأيام المقبلة فرصة اكبر»، ودعا إلى أن «تتواضع كل القوى السياسية ونحن منها، في المطالب والحقائب والأوزان». «حزب الله» في المقابل، رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد انه «وسط اهتزازات تجري في المنطقة يحتاج البلد إلى حكومة سياسية بامتياز، لا يحتاج إلى حكومة تضم أشخاصاً ربما يبعثون في النفس الاحترام ضمن مهنتهم أو اختصاصهم، لكن التمثيل في أية حكومة في هذه المرحلة يجب أن يكون سياسياً يفضي إلى توازن يحقق استقراراً في البلد». وقال رعد في احتفال تأبيني في بلدة خرطوم الجنوبية: «يجب أن تتمثل في هذه الحكومة كل الأطراف وفق أوزانها، وأحجامها السياسية، التلطي وراء التكنوقراط والاستقلالية والحيادية هو تلط ليس في محله على الإطلاق، إذا كان رئيس الحكومة سياسياً لا يحق لأحد أن يمنع عن الوزراء أن يكونوا سياسيين، لأن رئيس الحكومة لا يستطيع أن يفرض خياراته السياسية على الشعب اللبناني كله، وإنما يجب أن يكون في إدارته عاملاً بالتوازن ومتصرفاً بحكمة حتى يضع النقاط على الحروف في ما يحفظ استقرار البلد وهدوئه». وأمل بأن «نتجاوز هذه المرحلة بالحكمة والأناة وعدم الاستعجال». ودعا عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية علي فياض في احتفال تأبيني في البقاع الغربي إلى «استكمال الخطوات التوافقية التي تجلت بتسمية الرئيس المكلف وبإقرار قانون تمديد المهل الانتخابية بالتفاهم أيضاً على تأليف الحكومة تركيبة وأسماء». وقال إن «طرح فريق 8 آذار هو اعتماد قاعدة عادلة ومنطقية، وهي أن يتمثل كل فريق بما يوازي حجمه النيابي داخل البرلمان، وهذه معادلة تنسجم مع طبيعة نظامنا البرلماني ومع الديموقراطية اللبنانية التوافقية، وتخرج أي تشكيلة حكومية من حال المنازعة حول الأحجام داخل الحكومة»، مضيفاً «أن فريق 8 آذار والتيار الوطني الحر أجريا مراجعة وتقويماً لمسار المرحلة وأخذا خطوات مشتركة لمواجهة التطورات بمواقف موحدة» . وتابع: «أما في ما يتعلق بإعادة إحياء اللجنة الفرعية الانتخابية فنحن سنعطي فرصة جديدة للتوافق، لأن الهدف من تمديد المهل الانتخابية هو أن يجد اللبنانيون حلاً لمعضلة القانون الانتخابي لأن المهل التي فتحها مرسوم دعوة الهيئات الناخبة تندرج في إطار قانون غير ساري المفعول وغير قابل للتطبيق ومرفوض ميثاقياً من المسيحيين». وأكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية علي خريس أن مطلب الكتلة في تشكيل الحكومة هو التوافق، معتبراً أن «من غير المقبول حكومة عرجاء، ولبنان يقوم على التوافق» . ولفت في احتفال تأبيني في بلدة البابلية إلى أن «الحديث عن حكومة تكنوقراط أو حكومة حيادية لا ينسجم مع الواقع اللبناني، إذ لا يوجد في لبنان حياديون»، مشيراً إلى أن «البعض في لبنان يسعى إلى حكومة من لون واحد في حين المطلوب في هذه المرحلة حكومة للجميع» . وعن القانون الانتخابي، أكد خريس أن ما جرى في مجلس النواب من تعليق للمهل حتى التاسع عشر من أيار(مايو) المقبل، ليس تأجيلاً لموعد الانتخابات إنما هو إعطاء فرصة شهر للقوى السياسية وللنواب لإنتاج قانون انتخابي، معلناً أن «الأيام القليلة المقبلة ستشهد اجتماعات فرعية وغير فرعية للتوافق على قانون انتخابي يخرج لبنان من هذه الأزمة». وتمنى النائب طلال أرسلان خلال استقباله وفوداً أمس «على الرئيس سلام ومن حوله الحفاظ على منطق أساسي في أي تشكيلة حكومية ألا وهو وحدة الشعب والجيش والمقاومة، إنها من المسلمات الوطنية العامة التي يجب التزامها لتأمين مروحة واسعة من الاستقرار السياسي والأمني في لبنان». وأبدى اعتراضه على «استثناء الحزب الديموقراطي اللبناني (الذي يرأسه) من الاجتماع الذي عقد مع الرئيس المكلف تمام سلام وضم قوى 8 آذار. ولا أقبل التعاطي مع الطائفة الدرزية في 8 آذار وكأنها على الهامش».