نجحت طبيعة الأراضي الزراعية في منطقة جازان في إنتاج أجود أنواع المانجو في العالم، خصوصاً الزبدة الهندية والسنسيشن الأميركية، إذ يحتفل الأهالي في المنطقة بموسم القطاف، لتتطور إلى أن أصبحت تلك الاحتفالات مهرجاناً يدشنه أمير المنطقة، وتتفاوت أسعارها نتيجة للإقبال الكبير عليها وبحسب نوع الثمرة التي تتدرج على مدار ثلاثة أشهر إلى خمسة أشهر في العام. وفي الوقت الذي أشارت تقارير الزراعة في محافظة أبي عريش العام الماضي إلى انخفاض نسبة الإنتاج، توقع متخصصون زيادة الإنتاج لهذا الموسم نظراً لتأخر العوامل التي ساعدت على نقص الإنتاج في الموسم الماضي مثل الرياح والعواصف الرملية. وقال مزارع المانجو أحمد الحسني أن للمانجو أنواعاً كثيرة من أشهرها التومي وحجم الثمرة كبير وتمتاز باحمرار لون الثمرة ولذتها وموسم جنيها بعد الهندي (الزبدة) والسوداني مباشرة، والأميركي أو ما يسمى بالسنسيشن وهي منزوعة من الألياف، ويكون جنيها في نهاية الموسم، مشيراً إلى أن من أنواعها الجلن والجولي، وهي متشابهة نوعاً ما وأحجامها متوسطة، وأن من أنواع ثمار المانجو التي تزرع في جازان الفندايكي والسمكة، وأن هناك النوع التايلاندي ويعد من أفضل الأصناف وأغلاها. من جهته، ذكر المتخصص الزراعي عقيل الجعفري أن الهندي موطنه الأصلي الهند، وتمت زراعته في جازان عبر مركز الأبحاث الزراعية، وهو من ألذ الأنواع، إذ يزداد عليه الطلب، وسعره مرتفع، ويمتاز بطراوته وعدم وجود ألياف في الثمرة، إضافة إلى الزبدة البلدي وهي شبيهة للهندي في الطعم. وأشار المواطن علي كليبي إلى أن معظم أهالي المنطقة بدأوا في زراعة المانجو في منازلهم واستراحاتهم حباً لهذه الشجرة وثمرتها، وأنها أصبحت مرتبطة بالأهالي، وتعتبر اكتفاء ذاتياً للأُسر في موسم الحصاد لأنه في بعض الأحيان لا يستطيعون الحصول على الثمار لكثرة الطلب عليها، مشيراً إلى أن النساء دأبوا لتحضير تورتات وآيسكريمات الفواكه الاستوائية والمانجو وفي أشكال رائعة. وعن بعض الأمراض التي تصيب الشجرة، ذكر فواز حشروف أحد مالكي مزارع المانجو بمحافظة أبي عريش أن هناك أمراضاً تصيب شجرة المانجو، إضافة إلى بعض المشكلات، ويمكن التغلب عليها باستخدام الأسمدة والمركبات والمغذيات للشجرة، ومعها يكون الإنتاج سليماً إلى أن يحين قطافه، لافتاً إلى أن هناك بقعة سوداء تصيب الثمرة وتتسبب في تساقط الثمار ويمكن التغلب عليها برش الأشجار بمركبات مع نهاية كل شهر. من جهته، ذكر المدير العام لمزارع حسن الأمير المهندس أيوب إبراهيم أن الطلب على المانجو الجازانية في تزايد سنوي، وليس فقط داخل المملكة بل على مستوى الخليج العربي وبعض دول العالم، إذ يتم التسويق له عبر الشحن الجوي، وأن هناك عروضاً لأنواع المانجو في مهرجان المانجو بفروعها في المملكة، ويتم الإقبال عليها في شكل كبير، لافتاً إلى نجاح إنتاجين جديدين أحدهما ال«تيمور» وهي ثمرة نادرة والأخرى ستكون مفاجأة إنتاج هذا العام. وأضاف أنه من نوادر الإنتاج نوعان من أنواع المانجو الهندي وهي الهندي (الكلية) والهندي (الخاص)، إضافة إلى البالمر والكيت الذي يعتبر أكبر أنواع المانجو ويكون لون الثمرة فيه أخضر ويصل وزن الثمرة الواحدة منه إلى كيلوغرام واحد، وأن هناك تنافساً ما بين مزارع محافظة أبي عريش ومحافظة صبيا، إذ استطاعت مزارع صبيا الموسم الماضي الانفراد بإنتاج المانجو التايلاندي، في حين أن مزارع أبي عريش تفوقت عليها هذا العام، وأشار إلى أن المزارع التي تحت إدارته فيها سبعة آلاف شجرة في حين أن بعض المزارع تصل إلى 30 ألف شجرة. يذكر أن مهرجان المانجو السنوي تعدى أشجار المانجو في العرض، وصارت تعرض معه أصناف أخرى من الفواكه الاستوائية التي تزرع في المنطقة مثل شجرة البابايا والتين والجوافة.