اعتبرت الخرطوم زيارة الرئيس عمر البشير جوبا عاصمة جنوب السودان، انتصاراً للتيار الواقعي في البلدين، وأعربت عن تفاؤلها بانفراج سياسي بين الحكومة والمعارضة. وقال وزير الدولة لشؤون الرئاسة أمين حسن عمر إن التيار الواقعي الذي يقوده الرئيس البشير بنفسه يوفر ضمانات لعلاقات جيدة مع جنوب السودان، مؤكداً أن المجتمع الدولي يعلم، على رغم قرار المحكمة الجنائية الدولية بملاحقة البشير، أن ذهاب التيار الواقعي في كلا البلدين يعني سيطرة المتشددين. ورأى أن زيارة البشير جوبا انتصار أيضاً لتيار واقعي داخل حزب «الحركة الشعبية» الحاكم في جنوب السودان على «تيار أيديولوجي ما زال يحلم بسودان جديد»، مشيراً إلى أن هذا التيار الأيديولوجي هو من تمسّك باسم جنوب السودان لدولة الجنوب الوليدة، ولا يزال يحتفظ باسم حزبه «الحركة الشعبية لتحرير السودان» و «الجيش الشعبي لتحرير السودان». وأفاد بأن المجتمع الدولي انتبه إلى أن المصلحة بين الدولتين في وجود تيار واقعي، وقال إن الدوائر الدولية تراجعت عن أحداث تغيير في السودان عبر العنف، واستخدمت عملية التغيير الناعم واتجهت إلى دعم العلاقات بين السودان والجنوب، ورجّح أن تسرع وتيرة الحل على صعيد الملفات العالقة. ورأى عمر أن جوبا أوفت إلى حد كبير بقرار فك ارتباطهما مع متمردي «الحركة الشعبية - الشمال». وقال إنه «إذا تطلعنا إلى فك ارتباط بنسبة 100 في المئة فإن هذا يندرج في إطار التمنيات وعدم الواقعية». وأعرب حسن عمر عن تفاؤله بالحوار الذي أعلنته الحكومة وحدوث انفراج سياسي في دولة السودان، وطالب أحزاب المعارضة بالنظر إلى الحسابات الدولية والإقليمية والاقتصادية واتجاه رياحها. ولم يستبعد دخول بعض الأحزاب الرئيسة في المعارضة في حوار غير معلن بعيداً من الإعلام مع حكم الرئيس البشير. وفي شأن دارفور، قال عمر إن المجموعة المنشقة عن «حركة العدل والمساواة» التي وقعت مع الحكومة اتفاقاً في الدوحة أخيراً تمثّل قياداتها الميدانية حوالى 80 في المئة من القيادة العسكرية للحركة الرئيسة التي يقودها جبريل إبراهيم، وقال إن حوالى 70 في المئة من مقاتلي الحركة انضموا إلى التيار المنشق بقيادة محمد أبشر. وكشف عن اتصالات مع مجموعة منشقة عن «حركة تحرير السودان» فصيل عبدالواحد محمد نور للانضمام إلى المفاوضات في الدوحة. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، أن المتمردين في منطقة دارفور أفرجوا عن 14 جندياً سودانياً كانوا محتجزين لديهم. وقال المتمردون إنهم أسروا الجنود وقتلوا آخرين خلال سيطرة المتمردين على منطقتي مهاجرية ولبدو على بعد 100 كلم شرق نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، الأسبوع الماضي.