فاجأ مهرجان سوق هجر الثقافي الحضور بعمل ملحمي درامي، ويمثل العمل الملحمي الذي عنوانه «الجرهاء سر المدينة المفقودة» حقبة تاريخية جسدتها الأزياء والموسيقى والأحصنة والعروض، مؤرخة لحقبة تعود بالأحساء إلى ما قبل الميلاد. وأوضح فيها الدكتور سامي الجمعان، مؤلف الملحمة، كيف استعصى على الإسكندر أن يفتح الأحساء وكأنها سر مفقود. وقد تخللها كثير من الأناشيد من قبيل: أنت مدينتنا التي فقدت.. جرهاء يا تاج المدن والموقع الأثير». وحول فكرة الجرهاء قال الجمعان ل«الحياة» إنه عرضت عليه من عبداللطيف العفالق الذي يصفه بشريك النجاح في هذه السوق منذ انطلاقها عام 1429ه، مشيراً إلى أنهما أخذا على عاتقهما تقديم وجبة ثقافية تاريخية في كل نسخ مهرجان سوق هجر، فكان عرض ملحمة «عبدالقيس» وحكاية إسلامهم في سوقي هجر الأولى والثانية. «وحين بدأنا الاستعدادات لهجر الثالثة تحاورنا حول الحقبة التاريخية المناسبة من تاريخ الأحساء العريق، فبحثنا ونقبنا فوقع اختيار الأخ عبداللطيف على حقبة الجرهاء». واستدرك مشيراً إلى خطورة التاريخ وكيفية تحويله من مادة جامدة حكائية مسرودة، إلى فضاء مسرحي درامي حواري تفاعلي، وهو ما دفع به لدراسة مستفيضة لهذه الحقبة، مستفيداً من مراجع عدة. وبدأ بعدها في اختيار الحدث الأنسب للطرح درامياً «ووقع اختياري ككاتب مسرحي على فترة غزو الإسكندر للجرهاء». واستطاع الجمعان، هو الذي مارس الكتابة الدرامية وتخصص فيها أكاديمياً، من تذليل الصعوبات التي واجهته «ربما سهل عليّ المهمة لاحقا بأن اخترت الحلول الدرامية المناسبة كحل السينما وحل العربات وحل الخيول الحقيقية وحل مشاركة الجيش أو الحلم وغيره». واعتبر الملحمة عمل يدون في مسيرته الكتابية. وراهن عبداللطيف العفالق على هذا الجيل، الذي يسعى لصناعة حضارة باستعادة الأمجاد السالفة، مشيراً إلى أن هذه الملحمة، التي أخرجها خالد الخميس وأدتها فرقة ريتاج، «قامت على سواعد كفاءات وطنية مزجت بين العلم والفنون، ودراسات الباحثين بدراما محبوكة مدموجة بالموسيقى والأناشيد».