كأن لسان حال سكان «جارة البحر» جدة يردد خلال هذه الأيام بيت شعر ابن الرومي «أرى ماءً وبي عطشٌ شديدُ ... ولكنْ لا سبيل إلى الورودِ»، كون معاناتهم التي اعتقدوا في خضم المشاريع التنموية التي حولت محافظتهم إلى «ورشة عمل تنموية» ما زالت مستمرة، فمشاريع المياه تتوالى، لكن مشكلتهم تتجدد سنوياً مع الماء الذي جعل الله منه كل شيء حياً. وبدخول اليوم (الجمعة) يعيش أهالي جدة يومهم ال 20 في البحث عن الماء بالتواجد في الأشياب لتحقيق حلم الحصول على «صهريج»، ويواجهون ساعات طويلة من الانتظار لتحقيق هذا الهدف، إضافة إلى سوق سوداء رفعت سعر الصهريج الواحد إلى 500 ريال. وأكدت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أن فرعها الكائن في مدينة جدة لم يطرأ عليه أي عمليات صيانة، أو حتى تعرض لحالة طارئة لكي يؤثر على كمية المياه التي تنتجها المؤسسة وتمدها لشركة المياه الوطنية. وطالبت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة، بوجود الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في أشياب العزيزية في جدة، للنظر في حال الشركة الوطنية للمياه والكشف عن أسباب المشكلات الحاصلة في الأشياب، واصفة الوضع الحالي ب «المزري». وأكد المشرف العام على الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة الدكتور حسين الشريف عقب زيارة تفقدية للأشياب نفذت من الجمعية أمس، أن طريقة وقوف المواطنين والوافدين أمام الأشياب بالواقع الحالي أمر غير مقبول، داعياً إلى وضع حلول جذرية ونهائية للمشكلة.