دفن أمس عشرات الضحايا الذين سقطوا على أيدي قوات النظام السوري لدى اقتحامها بلدة الصنمين في ريف درعا جنوب البلاد، حيث قتلت بدم بارد أشخاصاً وهدمت وحرقت عشرات البيوت. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «مجزرة جديدة» ارتكبها النظام «في ظل صمت المجتمع الدولي». وأسقط مقاتلو «الجيش الحر» طائرة مروحية في ريف إدلب شمالاً، فيما حصلت انفجارات ضخمة في المطار العسكري في دير الزور في شمال شرقي البلاد. وأفاد المرصد السوري أمس بأن عدد القتلى في بلدتي الصنمين وغباغب ارتفع أمس إلى 42 شخصاً «إثر إطلاق الرصاص والقصف والاشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة»، لافتاً إلى أن بين القتلى 16 عنصراً من الكتائب المقاتلة وخمس سيدات وثلاثة قتلى مجهولي الهوية. وتوقع ارتفاع العدد الإجمالي «بسبب وجود جرحى بحال الخطر»، إضافة إلى مقتل ثلاثة جنود لدى محاولة الانشقاق وتسعة من القوات النظامية. وجاء ذلك بعدما حققت المعارضة تقدماً في عدد من المواقع العسكرية بينها السيطرة على بلدة داعل واللواء 38 وحامية عسكرية لمعبر الصنمين على الحدود مع الأردن. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن ل «رويترز» إن «الموقف ما زال ملتبساً للغاية ويصعب معرفة عدد من قتلوا في القتال وعدد من قتلوا بدم بارد». وأضاف: «السكان يقولون إنه حدثت اشتباكات عنيفة (أول من) أمس وبعدها اقتحمت قوات الأمن البلدة. وأثناء دخولهم أخذوا يقصفون بعض الأحياء بينما قام مسلحون آخرون بإعدام أناس». وذكر أن أسماء 45 ضحية ل «المذبحة» معروفة، وأن عدد القتلى المؤكدين سيرتفع على الأرجح، وأن عشرات المنازل دمرت في القصف أو خلال الحرائق. وقال ناشطون في درعا إن أكثر من 60 قتلوا. وأظهرت تسجيلات «فيديو» بثها سكان جثثاً مرصوصة في أحد المباني وقد لطخت الدماء وجوه الضحايا ولفت أجسادهم بملاءات ووضع على كل منها ورقة عليها الاسم. وبدا بعض القتلى من الأطفال. وفي إدلب في شمال غربي البلاد، أسقط «الجيش الحر» طائرة مروحية كانت تنقل مواد غذائية إلى معسكري وادي الضيف والحامدية قرب معرة النعمان المحاصرين من قبل مقاتلي المعارضة، ما أدى إلى مقتل أربعة عسكريين كانوا على متنها. وكان «الجيش الحر» شدد الحصار أول من أمس، وسعت قوات النظام إلى كسره. وبث معارضون فيديو لحطام الطائرة قرب بلدة خان السبل في جبل الزاوية وأشلاء جثث أربعة عسكريين وربطات خبز وعلم مظلات للقفز بألوان العلم الروسي. وذكر شهود أن الذي أسقط الطائرة هو «لواء درع الجبل» في إشارة إلى جبل الزاوية. إلى ذلك، قال نشطاء إن اشتباكات حصلت بين «الجيش الحر» وقوات النظام أمس في محيط مطار دير الزور بالتزامن مع تعرض بلدة موحسن لقصف من قبل القوات النظامية، إضافة إلى سقوط قذائف على حي الحويقة ومركز دير الزور. وبث نشطاء فيديو أظهر دخاناً يتصاعد من مطار دير الزور. وأشار معلق إلى انفجارات ضخمة هزت المطار بعدما استهدف مقاتلو المعارضة بقذائف الهاون طائرات على أرضه، متحدثاً عن «ذعر» في صفوف قوات النظام. في غضون ذلك، أشارت مصادر إلى الإفراج في دمشق أمس عن معتقلين من دير الزور، وسط حديث عن «صفقة» بين النظام والمعارضة المسلحة لتحييد بعض المناطق عن الصراع في المدينة. إلى ذلك، أعلن موالون عن وصول مقاتلين من العراق للانضمام إلى «لواء أبو الفضل العباس» الشيعي الذي يقوم ب «حماية» مقام السيدة زينب قرب دمشق. وكان لافتاً أن مراسل تلفزيون «روسيا اليوم» أجرى تقريراً عن اللواء، تضمن مقابلات مع المقاتلين خلال تدريباتهم وعملياتهم. وفي دمشق، أعلن عن تجدد القصف الجوي على حيي القابون والحجر الأسود قرب العاصمة بالتزامن مع حصول اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية عند أطراف حي جوبر من جهة العباسيين شرقاً. ودان «الاتئلاف الوطني السوري» امس سقوط قتلى ب «بأشد الطرق وحشية وإجراماً في مدينة الصنمين قرب درعا، لا لشيء إلا لاشباع شهوة القتل والتعطش للدم، المتحكمة في نفوس أزلام النظام المجرم». واضاف في بيان: «قصف المجرمون المدينة ثم اقتحموها ثم سمحوا لمجرميهم بارتكاب كل الفظائع الدنيئة من أخذ المدنيين كرهائن ودروع بشرية، إلى التخريب والسلب والسرقة، إلى القتل ذبحاً والقتل حرقاً والقتل بالأسلحة النارية». واعتبر هذه «الأعمال الدنيئة المرتكبة بحق النساء والأطفال والمدنيين العزل دليلاً على مدى عجز النظام المجرم عن مواجهة رجال الثورة والجيش الحر، وفشله الكامل في وقف عملية تحرير محافظة درعا ، المدخل الجنوبي للعاصمة السورية دمشق».