خلال الفصل الأخير من هذا العام سيكون عشرون عاماً قد مرت على الرحيل المبكر والمحزن للسينمائي اللبناني مارون بغدادي. ومن الواضح ان مثل هذه الذكرى الأليمة ما كان لها ان تمرّ من دون ان يحتفل السينمائيون اللبنانيون وزملاء عرب وأوروبيون لهم بها... وعلى هذا النحو، وباكراً بعض الشيء - كما كان الحال مع بغدادي في حياته ومساره المهني هو الذي كان يركض دائماً سابقاً زمنه - تقرر أن تقام احتفالية اساسية للمناسبة في مدينة «كان» الفرنسية خلال عقد دورة هذا العام لمهرجانها السينمائي في أيار (مايو) المقبل، وذلك بمبادرة من مؤسسة «لبنان سينما» التي تديرها مايا دو فريج، وبالتعاون مع «نادي لكل الناس» بإدارة نجا الأشقر صاحب الفكرة والذي يشتغل منذ سنوات على اصدار مجموعة الأفلام الرئيسة للمخرج الراحل في اسطوانات مدمجة يؤمل ان تكون جاهزة للتوزيع مع عقد لقاء في «كان» وُجّهت الدعوات لحضوره الى عدد كبير من النقاد والسينمائيين اللبنانيين والعرب والفرنسيين من الذين عرفوا بغدادي وسينماه، او اشتغلوا معه في افلامه. اما لماذا «كان»، فسؤال يجيب عليه القائمون بالمشروع مذكّرين بأن الراحل بغدادي كان فاز في دورة المهرجان لعام 1991 بجائزة لجنة تحكيم المهرجان الخاصة - شراكة مع فيلم «اوروبا» للارس فون تراير - محققاً يومها اول انتصار عالمي كبير للسينما اللبنانية في تاريخها، وواحداً من انتصارات عربية نادرة في مهرجان «كان» نفسه، وهي انتصارات نعرف ان العرب الذين حققوها، إضافة إلى المخرج اللبناني الراحل، هم الجزائري محمد الأخضر حامينا والمصري يوسف شاهين والفلسطيني ايليا سليمان. ونذكر أخيراً ان نادي «لكل الناس» الذي سبق له ان أصدر مجموعة تضم الأفلام الرئيسة للمخرج برهان علوية - شريك بغدادي وآخرين في التأسيس للسينما اللبنانية المعاصرة - يرفق مجموعة افلام بغدادي بطبعة جديدة وخاصة من الكتاب الذي اصدره الناقد ابراهيم العريس عن مارون بغدادي بعنوان «الحلم المعلق» خلال العام التالي لرحيل هذا المبدع اللبناني الكبير (1993).