تستعد أمانة محافظة جدة حالياً، لوضع اللمسات الأخيرة لافتتاح مجمع بيت أبو دحيلس التاريخي «البيسوني»، الذي يضم وقف الفلاح، وبيت أبو صفية والفناء الرابط بينهما، بعد انتهاء أعمال الترميم التي استمرت نحو عامين، بكلفة وصلت إلى تسعة ملايين ريال. وأوضح مدير إدارة تطوير العمران في المنطقة التاريخية في أمانة جدة الدكتور عدنان عدس أن مشروع ترميم بيت أبو دحيلس، يعد من أكبر مشاريع ترميم وتأهيل المباني التاريخية، مشيراً إلى أنه ستتم إعادة استخدام المبنى كمقر لبلدية جدة التاريخية، فيما هناك مشاورات لاستخدام جزء منه لكلية الأمير سلطان للسياحة ومكتباً للهيئة العامة للسياحة والآثار. وأكد الدكتور عدس أن ترميم المبنى جرى وفق أفضل المواصفات وأساليب الترميم، لافتاً إلى أنه استخدمت فيها الأحجار القديمة والمواد التقليدية مع تقويتها بما يحافظ على مظهره الخارجي، وجرت أعمال حقن الأساسات بالاستعانة بمادة كيماوية قوية تنفذ في الفراغات بين الجدران لتدعيم تماسك المبنى لأكثر من 200عام . وأشار إلى أن حفلة افتتاح المبنى ستنظم قبيل موسم الحج، وستشهد معرضاً للصور الفوتوغرافية، وستتم دعوة وجهاء وأعيان المدينة لحضورها، موضحاً أنه تم الانتهاء من إعداد الدليل الفني للترميم وتجري طباعته حيث يتم توفيره مجاناً بثلاث لغات هي العربية والإنكليزية والفرنسية لجميع المهتمين من مهندسين وعلماء آثار ومشاركين وطلبة جامعات، ولهذا الدليل الآن صفحة على موقع الأمانة على الإنترنت. عدس إلى أن هذه التجربة ستستخدم كمثال حي في إعداد خطط ترميم المباني الخاصة، بطريقة تضمن أن تكون كلفة الترميم عقلانية وذات جودة عالية، مؤكداً أن إدارة تأهيل العمران ستقدم النصائح والإرشادات المطلوبة لكل أهالي المنطقة التاريخية الراغبين في صيانة وتأهيل منازلهم، خلال التشغيل وإعداد خطط الترميم والإشراف. وأوضح الدكتور عدس أن ترميم المباني التاريخية يمر بمراحل عدة تبدأ بتشخيص البيت القديم هندسياً بالكامل، وكتابة تقرير فني عن حالته وأعمال الترميمات اللازمة له ووضع خطة ترميمه، وكيفية تأهيله بناء على الدليل الفني الذي أعدته الأمانة وجارٍ طباعته حالياً. وقال : «بعد ذلك يتم إصدار رخصة بناء لإعادة الترميم ثم يبدأ الترميم باستخدام المواد التقليدية كالحجر القديم والخشب الأصلي بعد معالجتها، كما يتم التعامل مع بعض العناصر الحديثة كالأسمنت وغيره بمعايير محددة حيث يجري عمل تمديدات الكهرباء والمياه في أضيق الحدود حتى لا تكون ظاهرة».