أكدت كوريا الجنوبية أمس، أن كوريا الشمالية تستطيع إجراء تجربة نووية «في أي لحظة»، لكنها اعتبرت نشاطات الشمال في موقع «بيونغ كيه» للتجارب الذرية «أعمالاً روتينية لا تشير إلى الإعداد لاختبار وشيك». وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية كيم مين سيوك أن الشمال جعل بعد تجربته النووية الثالثة في شباط (فبراير) الماضي الممرات الغربية والجنوبية جاهزة لاختبار نووي. والوضع يبقى كما هو، رغم رصد تحركات بشرية ومركبات قرب موقع بونغييري». لكن كوريا الشمالية أثبتت مواصلتها التصعيد، بإعلانها أنها ستسحب عامليها من مجمع «كيسونغ» الصناعي المشترك مع الجنوب، وستعلق كل العمليات فيها في شكل موقت لدرس إذا كانت ستسمح باستمرار وجوده أو إغلاقه، استناداً إلى تصرفات الحكومة الكورية الجنوبية». وردت سيول بأن القرار «لا مبرر له»، محملة بيونغيانغ مسؤولية انعكاساته. في غضون ذلك، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة وضعتا خطة جديدة «للاستفزاز المضاد» تهدف إلى «الرد باستخدام الأسلحة ذاتها فوراً»، إذا قررت كوريا الشمالية شن هجوم بري أو إطلاق صاروخ. وفيما توقعت الصحيفة أن ترد سيول بإطلاق مدفعي بالكثافة ذاتها أيضاً، ألغى قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية الجنرال جيمس تورمان زيارة مقررة لواشنطن هذا الأسبوع بسبب التوترات مع كوريا الشمالية. وقالت الكولونيل أمي هانا الناطقة باسم القوات الأميركية في كوريا الجنوبية: «في ضوء الوضع السائد، سيبقى الكولونيل تورمان في سيول الأسبوع المقبل على سبيل الاحتياط»، علماً أن الجنرال تورمان كان سيدلي بشهادته أمام ثلاث لجان في الكونغرس أرادت مناقشة الرد الأميركي على تهديدات بيونغيانغ. وأكد ذلك حذر الولاياتالمتحدة وقلقها من الوضع في شبه الجزيرة الكورية، والذي ترجم أيضاً في تأجيل واشنطن اختبار صاروخ تقرر إطلاقه من كاليفورنيا هذا الأسبوع، «من اجل تفادي أي سوء فهم أو سوء تقدير وسط التوترات مع كوريا الشمالية». ووسط الحذر، أمرت اليابان قواتها بضرب أي صاروخ كوري شمالي يستهدف أراضيها، معلنة نشر مدمرات في البحر مجهزة بنظام لاعتراض هذه الصواريخ. وقال مصدر حكومي في طوكيو: «لا احتمال كبيراً بأن يستهدف الصاروخ اليابان، ولكننا نريد أن نحمي أنفسنا». وفي بكين، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي، إن بلاده تريد أن ترى سلاماً على شبه الجزيرة الكورية، و «المسؤولية تقع على عاتق كل الأطراف لتحقيق ذلك». وأضاف: «نريد مصالحة لا توتراً، وحواراً وليس مواجهة، لأن الصراعات أو الحرب في شبه الجزيرة الكورية لا تخدم مصلحة أي طرف. الصين ملتزمة بالسلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرقي آسيا، وكذلك بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية». وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كوريا الشمالية من أن إجراء تجربة نووية أخرى سيكون إجراء استفزازياً وانتهاكاً لقرار مجلس الأمن رقم 2094. وقال: «لا يمكن أن تستمر كوريا الشمالية بمواجهة سلطة مجلس الأمن وتحدي المجتمع الدولي مباشرة».