انتقدت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، قمع موسكو منظمات دولية غير حكومية، معتبرة أن روسيا تحتاج مجتمعاً مدنياً نشطاً، فيما كرّر بوتين ضرورة اطلاع بلاده على مصدر تمويل تلك المجموعات. أتى ذلك خلال افتتاحهما معرض هانوفر الصناعي الدولي في شمال المانيا، وهو الأضخم في العالم ويستقبل هذه السنة نحو 6500 مشارك من 62 دولة، وهذا رقم لم يحقّقه منذ عقد، بينها روسيا التي تتمثل ب 170 جناحاً، اذ تحلّ ضيف شرف عليه هذه السنة، للمرة الثانية بعد 2005. وروسيا شريك اقتصادي مهم لألمانيا، اذ بلغ التبادل بينهما نحو 80 بليون يورو السنة الماضية. وعلى رغم انتقادات مركل، لا غنى لألمانيا عن الغاز الذي تستورده من روسيا. وتزامن افتتاح المعرض مع تظاهرات نظمها أمام مدخله، مئات من الألمان والروس المعارضين لنظام بوتين، وارتدى بعضهم أقنعة أو لوّحوا بصور للرئيس الروسي مرتدياً زي سجين. وكُتب على لافتة: «توقف عن الإرهاب السياسي». وأبلغت مركل بوتين خلال افتتاح المعرض، أن روسيا تعتمد على احتياطياتها المعدنية واستثماراتها الضخمة في البنية التحتية، لكن ألمانيا تستطيع مساعدتها في تحقيق أهدافها في الابتكار والتنوع. واضافت: «روسيا تريد أن تتنوع، ونحن نريد مساعدتها في ذلك، ونعتقد بإمكان نجاح ذلك، خصوصاً في وجود مجتمع مدني نشط». وأضافت وسط تصفيق حاد: «يجب ان نكثّف هذا النقاش ونطوّر أفكارنا، وأن نعطي المنظمات الأهلية التي نعرف انها محرك ابتكار، فرصة جيدة في روسيا». وتشير مركل بذلك الى تحقيق السلطات في روسيا، مع منظمات دولية غير حكومية، بينها منظمات ألمانية، ما أغضب برلين. لكن بوتين دافع عن مراقبة الجمعيات الاهلية، اذ قال للتلفزيون الالماني «اي ار دي» ان من حق الشعب الروسي ان يعرف ماهية المنظمات التي تعمل في بلاده وتتلقى أموالاً أجنبية، «وما الهدف من هذا التمويل». واضاف: «لا نسعى الى مراقبة أي شخص، ولكن نريد أن نعرف مدى إرسال أموال، ومن خلال أي قنوات ولأي هدف. أقرت روسيا قانوناً في هذا الصدد، والجميع سيطيعه». واتهم دولاً غربية باستغلال المنظمات غير الحكومية، للتجسس على روسيا والتأثير في سياستها، قائلاً: «عملنا هدفه ليس الحظر، بل السيطرة على الدفق المالي من الخارج». واشار الى أن المنظمات غير الحكومية في روسيا تلقت نحو بليون دولار من الخارج. وخلال جولة لمركل وبوتين في المعرض، تعرّت حتى الخصر ثلاث ناشطات من جماعة «فيمين» الأوكرانية المدافعة عن حقوق المرأة، ووصفن الرئيس الروسي بأنه «ديكتاتور»، قبل ان يوقفهن رجال أمن. وابتسم بوتين، معتبراً أن الفتيات الثلاث «يساهمن في جعل المعرض أكثر شعبية»، لكن ناطقاً باسم الكرملين وصف ما فعلنه ب «بلطجة معتادة تحدث في أي مدينة»، وحضّ على «معاقبتهن». كوريا الشمالية على صعيد آخر، حضّت مركل بيونغيانغ على وقف «استفزازاتها»، فيما شكر بوتين الولاياتالمتحدة على تأجيلها اختبار صاروخ باليستي، محذراً من أن أي نزاع في شبه الجزيرة الكورية سيجعل من كارثة تشرنوبيل النووية في اوكرانيا عام 1986، «أشبه بقصص اطفال». وقال: «يبدو لي ان الولاياتالمتحدة نفذت بادرة مهمة جداً، إذ أوقفت اختبار صاروخ باليستي. علينا شكرها على ذلك». واضاف: «آمل بأن ينتبه شركاؤنا الى ذلك، بينهم كوريا الشمالية، وأن يهدأ الجميع ويعملوا معاً لتسوية المشكلات التي تراكمت لسنوات». وأعرب عن «قلقه بسبب التصعيد في شبه الجزيرة الكورية، لأننا جيران»، مضيفاً: «إذا حدث أمر لا سمح الله، فإن كارثة تشرنوبيل التي نعلم الكثير عنها، قد تبدو اشبه بقصص اطفال. أعتقد بوجود تهديد» مشابه.