استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو امس، المستشارة الالمانية انغيلا مركل التي تقود بلداً هو الشريك الاقتصادي الاول لروسيا في اوروبا. وأجرت مركل مع بوتين «حواراً نقدياً» حول وضع الديموقراطية في روسيا. وحضت المستشارة الالمانية الرئيس الروسي على تعزيز حقوق مواطنيه فيما تعترض الحريات في روسيا صعوبات، كما افاد مصدر في الحكومة الالمانية. ودعا وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيليه الى «حوار نقدي مفتوح» مع موسكو على رغم العلاقات الاقتصادية المتقدمة جداً بين البلدين، اذ ارتفع حجم الصادرات الالمانية الى روسيا خمسة اضعاف منذ العام 2000. ورافق مركل في زيارتها عدد كبير من الوزراء ووفد من رؤساء الشركات الذين سيشاركون في المحادثات الروسية - الالمانية في الكرملين التي وقعت بعدها اتفاقات. وقال الناطق باسم الحكومة الالمانية شتيفن سايبرت ان «التطورات السياسية الداخلية لروسيا» على جدول المحادثات بين مركل وبوتين. وكان نواب الاحزاب المحافظة والليبرالية الحاكمة في المانيا دعوا في مذكرة نوقشت في مجلس النواب الالماني (البوندستاغ) الاسبوع الماضي حكومة مركل الى السعي لتعزيز الديموقراطية في روسيا. وأعربوا عن قلقهم «خصوصاً» من الاجراءات التي اتخذت أخيراً ضد معارضي بوتين. واستاءت موسكو خصوصاً من الانتقادات التي وجهها المكلف بشؤون روسيا في الحكومة الالمانية اندرياس شوكوهوف الذي شارك في صياغة هذه المذكرة. ولكن مركل لم تكن مضطرة للبحث مع بوتين في النقاط ال17 التي تتألف منها مذكرة «البوندستاغ». وقال مصدر حكومي الماني ان المذكرة تشير «بقلق كبير» الى اجراءات قمع المواطنين الذين «لديهم وجهة نظر نقدية للحكومة الروسية»، التي اتخذت منذ عودة بوتين الى الكرملين في ايار (مايو) الماضي. وكان شوكوهوف انتقد ايضاً بسبب الحكم القضائي الذي صدر في موسكو بحق اثنتين من فتيات فرقة «بوسي ريوت» بالسجن لمدة سنتين لادائهما اغنية مناهضة لبوتين في كاتدرائية العاصمة. وحرص الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف على التقليل من شأن الانتقادات الالمانية المتعلقة بملف الحريات العامة في بلاده، واضعاً هذه الانتقادات في خانة تسجيل نقاط سياسية داخلية في المانيا. وذكر بأن هذا البلد سيشهد انتخابات تشريعية في العام المقبل. وقال بيسكوف للصحافيين عشية الزيارة: «نحن نعرف انه وكما هي الحال في كل البلدان فإن احدهم سيحاول هناك ايضاً (في المانيا) استغلال العلاقات مع الشريك الاقرب لالمانيا لتسجيل نقاط». وأضاف: «نحن لا نحب ان يتم استغلال العلاقات الالمانية-الروسية بهذه الطريقة». ولالمانيا مصالح كبيرة في روسيا التي تعتبر اكبر شركائها التجاريين على الاطلاق، كما انها اكبر مزوديها بالغاز. وقال بيسكوف ان المبادلات التجارية الروسية الالمانية التي تبلغ قيمتها 87 بليون دولار تشكل «شبكة امان» للعلاقات بين البلدين. وأضاف انه «بوجود قاعدة متينة الى هذا الحد يمكننا الاطمئنان». وبوتين الذي يتقن اللغة الالمانية وعمل للاستخبارات السوفياتية السابقة (كي جي بي) في المانياالشرقية سابقاً، خص المانيا بأول زيارة للغرب في الاول من حزيران (يونيو) الماضي، اثر عودته الى الكرملين بعد ولايتين رئاسيتين متعاقبتين من 2000 الى 2008 تولى بعدهما منصب رئيس الحكومة لفترة اربع سنوات.