استبقت إسرائيل وصول وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم بإعلان رفضها تسليم الفلسطينيين مسودة خريطة تشمل مواقفها من «التنازلات الجغرافية» التي توافق على تقديمها في إطار اتفاق سلام، ورفضها أن تلعب تركيا دور الوسيط في المفاوضات بينها وبين الفلسطينيين. ويعقد كيري اجتماعاً اليوم مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، بعدما اجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أمس في رام الله، التي وصل اليها قادماً من تركيا، المحطة الاولى من جولة طويلة تشمل اسرائيل والاراضي الفلسطينية ثم لندن وشمال شرق آسيا، للبحث في الازمات الدولية الاكثر سخونة من سورية الى النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين وكوريا الشمالية. وكانت واشنطن حذرت مسبقاً من ان كيري لا يحمل اي خطة سلام. وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان كيري يأمل قبل كل شيء بأن «يرى ما يمكن» القيام به لاستئناف المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية المجمدة منذ ايلول (سبتمبر) 2010. ودعا كيري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي احمد داود اوغلو في اسطنبول أمس، تركيا واسرائيل الى تطبيع علاقاتهما الديبلوماسية التي اعتبرها «مهمة من اجل الاستقرار في الشرق الاوسط واساسية حتى بالنسبة لعملية السلام نفسها». واضاف انه «من المهم ان يعود سفيرا» الدولتين الى مركزيهما، معبرا عن «ثقته بأن يتحلى الجانبان بالارادة الطيبة». وشدد على اهمية هذا التقارب بالنسبة الى عملية السلام، معتبرا ان بامكان تركيا ان تلعب دورا «رئيسيا» فيها، ومشيراً الى ان «بلدا بهذه الدينامية والطاقة مثل تركيا يمكن ان يكون له تأثير عميق في عملية السلام». لكن وزيرة العدل الاسرائيلية المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين تسيبي ليفني استبعدت ان تلعب تركيا في الحال اي دور لاعادة احياء محادثات على النحو الذي اقترحه كيري. وقالت: «يجب ان تتم العملية السياسية بطريقة مباشرة بيننا وبين الفلسطينيين». وكانت وسائل الإعلام العبرية نقلت عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى قولها ان تل ابيب ترفض أن تلعب تركيا دور الوسيط بينها وبين السلطة الفلسطينية، طالما يصر رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان على زيارة قطاع غزة فقط، واعتبرت انه «ليس وسيطاً محايداً إنما منحاز بشكل واضح للفلسطينيين»، مشيرة الى «تجربة مريرة لنا معه في وساطته بين إسرائيل وسورية». وعن الازمة السورية، قال كيري انه شدد خلال المحادثات على ضرورة إبقاء تركيا حدودها مفتوحة امام اللاجئين السوريين بعد الصدامات التي وقعت نهاية آذار (مارس) في مخيم للاجئين. وبحسب بعض المعلومات أعيد بعض اللاجئين السوريين الى بلادهم، وهو ما نفته تركيا التي تستقبل حوالى مئتي الف لاجئ سوري.