من سنوات طويلة لم تجد تشكيلة المنتخب السعودي الأول قبولاً ورضا الشارع الرياضي كما حدث مع آخر توليفة عناصرية أعلن عنها المدرب البرتغالي بيسيرو، فالجدل والانقسامات في الأراء في المرات السابقة قد اختفت في شكل نهائي مع هذا التشكيل الأخير، وأصبح الجميع يترقب ماذا ستقدم هذه التوليفة من عطاء وجهد كي تحقق المطلوب وترضي أنصار «الأخضر» في تجاوز محطة منتخب البحرين الصعبة في الطريق نحو حجز مقعداً في المونديال العالمي وللمرة الخامسة على التوالي، وما يلفت النظر أن عودة اللاعب «القضية» دوماً في تشكيل المنتخب السعودي محمد نور قد أغلق أي احتجاج او تذمر نحو مدرب المنتخب، بالذات أن ما حدث في مباراة عمان الودية التي خسرها «الأخضر» منح البعض فرصة انتقاد المدرب بيسيرو في تجاهله لاستدعاء محمد نور، وهذا ما يعتبروه أهم الأسباب التي جعلت المنتخب يظهر في هذه المباراة الودية بمستوى فني لا يرقى لمنتخب يطمح ويسعى للتأهل لكأس العالم، واتفق الجميع من المحللين والنقاد على مثالية التشكيل الأخير التي تبقي الحراسة فيها مطمئنة بوجود وليد عبدالله والمخضرمين مبروك زايد ومنصور النجعي، وعلى رغم غياب أقوى مدافعي الكرة السعودية أسامة المولد عن هذه التوليفة بدواعي الإصابة إلا أن الأسماء الأخرى تبقى الأفضل أمام بيسيرو والمتمثلة في أسامة هوساوي ونايف القاضي وماجد المرشدي، ورضا تكر، وحمد المنتشري وهنا تمتزج الخبرة مع الحيوية، ويبقى أن يبحث بيسيرو عن أفضل ثنائي يضمن بوجودهما قلة الهفوات مع ارتفاع معدل الانسجام لمركز حساس ومهم في المنتخب، وينطبق على ظهير الجنب ما ينطبق على عمق الدفاع حينما أبقى بيسيرو على الأسماء نفسها حسن معاذ وعبدالله شهيل ومحمد مسعد كلاعبي طرف في الجهة اليمنى وعبدالله الزوري وحسين عبدالغني في الجهة المقابلة، ويرى المحللون أن إمكان الاستعانة بشهيل في الطرف الأيسر وحسن معاذ في الجهة اليمنى هي نقطة مثالية لتدعيم الناحتين الدفاعية والهجومية في المنتخب لما يتميز فيه اللاعبان من قدرات فردية ومهارية لا توجد في الزوري وعبدالغني ومسعد، وتبقى منطقة الوسط زاخرة بعدد من الأسماء سواء في احمد عطيف أو في سعود كريري، وكذلك عبداللطيف الغنام وتيسير الجاسم مع إمكان جلب حسين عبدالغني لشغل دور محور الارتكاز في الجهة اليسرى مع هذه الأسماء، ويبقى هذا المركز الحيوي والحساس أيضاً في خارطة تشكيل المنتخب يحتاج إلى الثبات ورفع مستوى التفاهم والتناغم ما بين لاعبيه، خصوصاً في اللاعب الآخر الذي يبقى بجانب احمد عطيف، ومع عودة محمد نور لشغل مركز الوسط الأيمن انحلت الكثير من التعقيدات أمام بيسيرو، بالذات أن الركيزه الأساسية لهذا المركز في صفوف المنتخب والمتمثلة في اللاعب عبده عطيف تبقى بعيده عن المشاركة بدواعي الإصابة التي أبعدته وستبعده لأشهر عديدة، وهذا اللاعب يبقى الغائب الأكبر عن تشكيل المنتخب مع اسامة المولد، وتبدو حظوظ عبدالرحمن القحطاني كبيرة لشغل لمركز الوسط الأيسر في تشكيل بيسيرو في ظل تواجد محمد الشلهوب كمنافس وحيد له لشغل هذا المركز، ولعل من أهم القرارات صعوبة على بيسيرو هو إيجاد ثنائي يكمل أدوار بعض مركز الهجوم، الذي استدعى فيه خمسة لاعبين ياسر القحطاني وناصر الشمراني ونايف هزازي وعبدالعزيز السعران ومالك معاذ، وعلى رغم تأرجح مستوى العديد من هؤلاء المهاجمين في الآونه الأخيرة، إلا أن نايف هزازي يظل العنصر الثابت، وقد يكون القحطاني مع مالك الأقرب لمساندته في تأدية الأدوار الهجومية، إلا أن وجود لاعب مشاغب بمواصفات ناصر الشمراني أو عبدالعزيز السعران قد يكون الأفضل لدعم نايف هزازي، ويمتلك مالك معاذ هذه المميزات نفسها متى ما كان في قمة عافيته وجاهزيته للمباراة في هذه الفترة. ويرى المحللون والنقاد أن أفضل توليفة أمام مدرب المنتخب السعودي بيسيرو لمباراتي البحرين لن تخرج عن وجود وليد عبدالله في حراسة المرمى وامامه رباعي الدفاع من اليمين عبدالله شهيل واسامة هوساوي ونايف القاضي وحسين عبدالغني(شهيل)، وامامهم رباعي لوسط الميدان يتكون من أحمد عطيف وسعود كريري كمحوري ارتكاز على أن يبقى محمد نور كوسط أيمن وفي الجهة المقابلة عبدالرحمن القحطاني (حسين عبدالغني)، ويبقى نايف هزازي وياسر القحطاني الأقرب لشغل هذا المركز في ظل تمسك بيسيرو بهما لشغل هذا المركز الحاسم.