دشّن مهاجم الشباب السعودي الأنغولي فلافيو أمادو بداية مشواره في الدوري السعودي بثلاثة أهداف رائعة في مرمى نجران في أولى مبارياته بقميص «الليث»، ليقود الأخير للفوز 3-1 ضمن مباريات المرحلة الأولى. ولد فلافيو أمادو في كانون الأول (ديسمبر) 1979 في العاصمة الأنغولية لواندا، وبدأ حياته الكروية في نادي بترو أتليتكو الأنغولي، ولعب أولى مبارياته وهو في العشرين من عمره. لعب فلافيو مع فريقه الأنغولي أمام الأهلي المصري في دوري أبطال أفريقيا عام 2001، وسجل هدفاً في اللقاء الذي انتهى 4-2 لمصلحة بترو أتليتكو، وهي البطولة التي فاز الأهلي بلقبها، وفاز فيها فلافيو بلقب أفضل لاعب، ولفت الأداء القوي ل «الفهد الأنغولي» أنظار مسؤولي الأهلي، فسعوا لضمه أكثر من مرة، لكن المفاوضات كانت تفشل لمغالاة ناديه، حتى جاء عام 2005 لينضم فلافيو في الانتقالات الشتوية للأهلي ويرتدي القميص رقم 23. ومع بداية مشاركة فلافيو مع الفريق «الأحمر» تعرض لسخط جماهيري وإعلامي شديد، لعدم قدرته على التسجيل من كل الفرص التي أتيحت له طوال موسم بأكمله، باستثناء هدف واحد ارتطم بمؤخرة رأسه بالمصادفة البحتة، وزاد «الطين بلة» إضاعته ركلة جزاء في ذهاب الدور قبل النهائي لدوري أبطال افريقيا أمام الزمالك عام 2005. لكن الأمور اختلفت تماماً في الموسم الثاني لفلافيو مع الأهلي، وأصبح واحداً من معشوقي الجماهير الحمراء بسبب أهدافه القاتلة مع الفريق في مختلف البطولات التي فاز بها الأهلي طوال الموسم، متوجاً مجهوده طوال الموسم بالفوز بلقب هداف الدوري المصري، وعاد وكرر التألق ذاته في موسمي 2007 و2008 وبات الهداف الأول للأهلي وقاده لأكثر من بطولة كان آخرها بطولة الدوري المحلي الموسم الماضي. على الصعيد الدولي، شارك فلافيو مع منتخب بلاده في كأس الأمم الأفريقية (مصر 2006) وسجل 3 أهداف توج بها هدافاً للمنتخب، ثم شارك في نهائيات كأس العام (ألمانيا 2006) وأحرز هدف بلاده الوحيد في مرمى إيران. وسجل فلافيو خمسة أهداف في تصفيات البطولة الافريقية (غانا 2008) ليسهم في تأهل أنغولا للنهائيات، مثبتاً وجوده كواحد من أهم هدافي القارة في الوقت الحالي، وتم ترشيحه للحصول على أفضل لاعبي قارة أفريقيا المحليين عن عام 2008. ونجح فلافيو في تحقيق رقم قياسي جديد يضاف لسجله الحافل بالبطولات والإنجازات باعتباره أول محترف أجنبي يفوز بلقب هداف الدوري المصري مرتين بعد صدارته للقب موسم 2007 برصيد 17 هدفاً فيما تقاسم اللقب موسم 2008 مع الغاني بابا أركو هداف طلائع الجيش برصيد 12 هدفاً، كما أصبح ثالث هداف أجنبي للدوري المصري بعد اليمني علي محسن الذي حصد لقب الهداف عام 1962 مع الزمالك والنيجيري جون أوتاكا مع الإسماعيلي عام 2000. وكانت الدقيقة 51 في مدينة ليبرغ الألمانية نقطة فاصلة في تاريخ فلافيو كمهاجم خطر مع الأهلي، فعندما وطأت أقدام الأنغولي الملعب لأول مرة في كأس العالم لم تمر تسع دقائق إلا ونجح في وضع منتخب بلاده في المقدمة في مباراته الثالثة في كأس العالم الأخيرة في ألمانيا أمام إيران مسجلاً برأسه الهدف الوحيد في تاريخ المنتخب الأفريقي في كأس العالم. بدأ فلافيو كأس العالم بديلاً للمهاجم فابريس أكوا لاعب الوكرة القطري آنذاك، ولكنه ومع أول ظهور في المباراة الثالثة أمام إيران سطر اسمه في تاريخ أنغولا كأول لاعب يحرز هدف في تاريخ بلاده، لم يكن هذا الهدف الوحيد لفلافيو مع أنغولا في عام 2006 فقد أحرز ثلاثة أهداف في كأس الأمم الأفريقية في مصر وأهدافاً أخرى في نفس العام الذي لم يسجل فيه بقميص الأهلي سوى هدف من دون قصد في مرمى غزل المحلة. ولكن كان هدفه في مرمى إيران ذا طابع خاص، ربما لكونه جلس بديلاً طوال البطولة الأقوى في عالم كرة القدم. واستطاع فلافيو اختراق مرمى جميع منافسي الأهلي على المستوى المحلي والأفريقي وكأس العالم للأندية، بل وصل به الحال ليكون النجم الأبرز في بعض مباريات الفريق الأحمر. ولم يتوقع أكثر المتفائلين هذا التحول في مسيرة فلافيو مع الأهلي، الذي اعتبرته جماهير القافلة الحمراء اللاعب الأسوأ في موسم 2005 ليتحول إلى هداف الدوري في موسمي 2007 و 2008. وعبّر فلافيو عن استيائه من تلك الفترة من حياته معتبراً إياها الأسوأ في حياته الكروية «لا أعلم ماذا حدث لي، واعترف أنه من الجيد أن تلعب في ناد كبير مثل الأهلي، لكن في الوقت نفسه كان ضغطاً في كل مباراة لأن الجماهير كانت تهاجمني كلما لمست الكرة، وأظن أن كل هذا السخط بدأ منذ أن أضعت ركلة جزاء أمام الزمالك». وتكفلت بعد ذلك رأس فلافيو بمحو تلك الذكرى من ذهن جمهور الأهلي ومصالحته عندما قدمت هدية العام الجديد للجماهير الحمراء بهدفين في مرمى الزمالك ليفوز الأهلي 2-1، وبدأ فلافيو طريقه في الفوز بلقب هداف الدوري بهدفين في مرمى بترول أسيوط في المرحلة الثالثة، ليصل إجمالي أهدافه في النهاية إلى 17 هدفاً متصدراً هدافي المسابقة بفارق هدف عن زميله عماد متعب.