يمارس عدد كبير من الحجاج القادمين إلى المدينةالمنورة من مختلف الجنسيات عدداً من الطقوس والعبادات والتقاليد الغريبة والموروثة لديهم، إذ يحرص غالبيتهم على البقاء بالمدينةالمنورة بعد أداء مناسك الحج أو قبل ذلك لمدة ثمانية أيام، وذلك من أجل الصلاة بالمسجد النبوي الشريف 40 فرضاً، معتبرين ذلك من العبادات التي لا بد من القيام بها وعدم التفريط بها. وأكد حجاج أن تلك العادة تتم بالتنظيم المسبق مع المطوف أو المسؤول عن الحملة، من أجل الفوز بالبراءة من النفاق والنار، إذ يعتقدون أن أداء 40 فرضاً في المسجد النبوي تمنحهم البراءة من النار، حتى أصبحت عادة لغالبية الحجاج من جميع الجنسيات، خصوصاً الباكستانية والهندية والبنغلاديشية وحجاج جنوب شرق آسيا ومسلمي أوروبا وبعض حجاج أفريقيا غير العربية. وقال الحاج «رحمان خادم» من الجنسية الباكستانية ل «الحياة»: «نحرص على المكوث بالمدينة لمدة ثمانية أيام، وذلك لأداء 40 فرضاً في المسجد النبوي الشريف حتى نفوز بالبراءة من النفاق وسعير النار». وتعد زيارة المزارات والمواقع الإسلامية والتاريخية من مساجد ومقابر وجبال، من العادات والعبادات التي يمارسها الحجاج بالمدينةالمنورة، إذ اعتادوا على زيارة جبل الرماة ومقبرة شهداء أحد وجبل أحد كما اعتادوا على الصلاة في مساجد قباء والقبلتين والفتح والخندق. وزيارة مقبرة البقيع. ودون بعض زوار جبل الرماة بالمدينةالمنورة أسماءهم على أحجار الجبل كذكرى لهم، إذ يشاهد الزائر لهذا الجبل المئات من الأسماء والعبارات المدونة على الحجارة، فيما يلتقط العديد من الحجاج صوراً تذكارية فوق الجبل وأمام مقبرة الشهداء. ولم تغب صور «السلفي» فوق الجبل ومع منارة المسجد النبوي الشريف وفي ساحاته، إذ اتجه بعض الحجاج إلى التقاط الصور لعدد من المواقع والمساجد التاريخية مثل مسجد القبلتين ومسجد قباء وجبل سلع والمساجد السبع. ولم يستطع أن يخفي الحاج السوداني «أحمد عبدالكريم» القادم من سويسرا دموع الفرح وهو يضع رجله للمرة الاولى في ساحة المسجد النبوي الشريف، حينها خر ساجداً شكراً للمولى على تحقيق رغبته ورغبة والدته بالحج وزيارة المسجد النبوي الشريف وللمرة الأولى في حياتهما. وقال ل «الحياة»: «إنني كنت أحلم منذ أعوام مضت أن أحقق حلم والدتي التي طالما تتمناه وهو الحج وزيارة المسجد النبوي الشريف، والحمد لله تحقق هذا الحلم، وها أنا الآن في ساحة مسجد المصطفى بعد أداء فريضة الحج». وأكد أن ما أشاهده من خدمات وجهود كبيرة ومشاريع ضخمة تقوم به حكومة السعودية لخدمة حجاج بيت الله هو مفخرة للمسلمين كافة. أما الحاج «حسن المصري» من حجاج المحاربين القدامى، فهذه المرة الأولى يؤدي فيها مناسك الحج بعد حلم استغرق أكثر من 20 عاماً، مشيراً إلى أن أكثر ما شد انتباهه في هذا الموسم المشاريع الكبيرة التي تنفذ بمكة المكرمةوالمدينةالمنورة، وأبدى اندهاشه مما تقوم به الدولة السعودية من جهود كبيرة لخدمة ضيوف الرحمن من حيث الاستقبال والتنظيم وإنشاء المشاريع الخدمية للحجاج.