تحول منزل السعودية أم معاذ في أحد الأحياء الشعبية في الهفوف، إلى مكان يخيم عليه الحزن الشديد. فهذه السيدة لم تذق طعم السعادة بعد أن حاصرتها الهموم والديون والأمراض من كل حدب وصوب. وعلى رغم سعيها لإيجاد مخرج من أزماتها المتكررة منذ أعوام، إلا أنها وجدت «جميع الأبواب موصدة في وجهي وبقي باب الرحمن» كما قالت. وتزوجت أم معاذ قبل 32 عاماً من زوج عربي، وتقول: «كانت حياتنا جميلة جداً، وأنجبت منه ثلاثة أولاد وبنتين، أكبرهم بنت مصابة بمرض عضال، وكل شهر أذهب بها إلى مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر لتواصل علاجها». وزادت هموم أم معاذ قبل خمسة أعوام بعد سفر زوجها إلى بلاده بسبب المرض وكبر السن والبحث عن علاج، ما جعلها تلاطم هموم الحياة بمفردها، وتبحث عمن يمدّ لها يد العون بعد سفره لبلاده وتراكم الديون عليها، حتى إن موعد إيجار منزلها البالغ 12 ألف ريال، أصبح «كابوساً» يهدد حياتهم لعدم قدرتها على سداده في حينه. وتذكر أم معاذ أن أبناءها الثلاثة «في حيرة من أمرهم، فهم لا يستطيعون مساعدتي، باعتبار أنهم غير سعوديين»، وإقامتهم على والدتهم. وتقدمت إلى وكالة الأحوال المدنية لتجنيس أولادها، بالرقم 42565 وتاريخ 22-6-1435ه، ومعاملة أخرى بالرقم 49227 بتاريخ 19-7-1435ه، وحتى الآن لا تعلم ما مصير أبنائها الخمسة، حتى إنها قررت عدم متابعة حالتها الصحية، فهي تعاني مرض القلب، لخوفها على أبنائها وتشتتهم في حال دخولها المستشفى أو إجرائها جراحة». ولم تخف أم معاذ دموعها بعد انتهاء عيد الفطر السعيد، وعدم شعورها مع أبنائها بهذا العيد، بسبب عدم مقدرتهم على شراء ملابس العيد، بل إنهم بالكاد استطاعوا توفير إفطارهم في رمضان، إذ مرت عليهم أيام ومنزلهم خال من المواد الغذائية، ولم تستطع الزوجة الضعيفة تحمل أعباء الحياة بمفردها، وطرقت أبواب عدد من الجهات، لكنها تصطدم بعدم وجود جنسية لأبنائها. وتعيش أم معاذ فقط على مبلغ الضمان الاجتماعي، ولذا فهي تناشد أهل الخير والجهات المعنية مساعدتها في تخطي همومها، والحفاظ على مستقبل أبنائها من الضياع.