أسرة مكونة من رجل مريض نفسياً وأم مكلومة وثمانية أبناء (أربعة أولاد وأربع بنات). وتعيش أسرة «أبو محمد» على راتبه التقاعدي الذي لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال، ويذهب معظمه لسداد ديون الأسرة. اضطرت الأسرة إلى السكن في مدينة الرياض على رغم عدم وجود سكن يؤويهم، إلا أنهم مضطرون بسبب المراجعة الدائمة للمستشفيات. وفقدت الأسرة ثلاثاً من بناتها بسبب مرض غامض، في حين لم تتجاوز أكبر بناتها ال20 عاماً، وعلى رغم أنها عاطلة عن العمل، إلا أنها حرمت من معونة «حافز» بسبب مرافقتها الأسرة لعلاج إحدى البنات اللاتي توفين. وتقول أم محمد: «تكفل الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - بعلاج ابنتي على نفقته الخاصة، وأثناء العلاج توفيت ابنتي والحمد لله على كل حال، وفي الوقت الذي كنا محتاجين إلى مساعدة «حافز» فوجئت ابنتي ونحن معها بانقطاع المساعدة». وتضيف الأم الحزينة ودموعها تسابق كلماتها: «منذ نحو 25 عاماً ونحن نعاني من ضائقة مالية وديون متتابعة ومتراكمة، فزوجي كان مريضاً نفسياً ويتقاضى راتباً تقاعدياً لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال يذهب معظمه لسداد الديون». وأشارت إلى أنهم كانوا يعتمدون في شكل كبير على مساعدة «حافز» التي قطعت بعد ستة أشهر فقط من تسلمها، وهو ما تسبب في ازدياد الأوضاع سوءاً، خصوصاً أن الدائنين يقفون على باب المنزل المستأجر كل نهاية شهر. وتستطرد أم محمد: «منذ ثلاث سنوات وابنتي تبحث عن وظيفة تسهم في تحسين وضعنا، إلا أنها لم تظفر بشيء، على رغم أنها تحمل مؤهلات عدة، منها دورات في اللغة الإنكليزية ودورتان في الحاسب الآلي». ولم يأل أبو محمد العاجز وزوجته جهداً في البحث عن عمل لابنتهما، خصوصاً أنهما يشعران بالقلق على المستقبل المظلم الذي ينتظر أبناءهم، «لا يستحق أبناءنا ما يحدث لهم فنحن لم نستطع توفير أبسط المتطلبات لهم، حتى أنهم يبقون بلا طعام إلى حين عودتهم من المدارس، ولا أعلم ما مصيرهم لو حدث لي أو لوالدهم شيء». وتستغرب من قطع مساعدة برنامج حافز، «حاولنا مراراً الدخول إلى الموقع، إلا أنه يظهر لنا أنها قطعت بسبب السفر إلى خارج المملكة لغرض علاج ابنتي الصغيرة، وربما توقعوا أننا سافرنا للسياحة أو ما شابه»، مؤكدة بأنهم لا يحق لهم قطع المساعدة ما دامت ابنتها عاطلة. وتناشد أم محمد المسؤولين في وزارة التربية والتعليم أو أية وزارة أخرى بإيجاد وظيفة رسمية لابنتها الكبرى حتى تستطيع النفقة على الأسرة، «لا نريد مساعدة من أحد، فقط توفير وظيفة لابنتي التي تستحق ذلك».