دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى وقف فوري ل»المجزرة والمصيبة والكارثة» التي تحصل في سورية وان «تجلس جميع أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات» للوصول الى حل، في حين حذر الرئيس بشار الأسد امس من إنعكاسات «تقسيم» سورية على المنطقة بحيث يدخل الشرق الاوسط في عدم استمرار ل»سنوات وربما عقود طويلة». ونقل الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم» امس عن بوتين قوله لتلفزيون «ايه ار دي» الألماني عشية زيارة الى برلين، تأكيده على ضرورة «الوقف الفوري للقتال وجلوس أطراف النزاع كافة إلى طاولة المفاوضات»، مضيفاً «أعتقد أنه يجب التوصل إلى الوقف الفوري للقتال من الجانبين ووقف إمدادات الأسلحة». وتابع بوتين: «يقولون لنا دائماً روسيا تزود الأسد بالسلاح». أولا، ليس هناك أي حظر على تزويد الحكومات الشرعية بالسلاح. ثانياً، فقط عن طريق المطارات المجاورة لسورية حصلت المعارضة في الآونة الأخيرة، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، على ثلاثة أطنان ونصف الطن من الأسلحة والذخيرة. هذا ما يجب وقفه». وشدد بوتين على «وجود القانون الدولي والأصول القانونية الدولية التي تمنع توريد السلاح إلى فصائل تسعى إلى زعزعة الاستقرار في بلد أو آخر باستخدام السلاح». وقال: «عندما يقولون إن الأسد يقاتل شعبه، تعرفون أن ذلك قسم مسلح من المعارضة. ما يحدث هو مجزرة ومصيبة وكارثة. يجب وقف ذلك. يجب جلوس أطراف النزاع كافة إلى طاولة المفاوضات. أعتقد أنها الخطوة الأولى التي يجب القيام بها، ووضع الخطوات المقبلة في إطار النقاش». وتساءل «ما هو جوهر موقفنا؟ ليس في أن يغادر الأسد اليوم كما يقترح شركاؤنا، ونرى غداً ماذا نفعل بذلك وإلى أين نمضي. فعلنا ذلك في دول كثيرة، أو فعل شركاؤنا الغربيون بالأحرى. ليس من الواضح إلى أين ستتوجه ليبيا. إنها فعليا تقسمت إلى ثلاثة أجزاء». وتابع: «لذلك يتلخص موقفنا في أنه يجب جلوس الجميع إلى طاولة المفاوضات حتى تتفق الأطراف المتواجهة بعضها مع بعض على كيفية مشاركتها في الإدارة المستقبلية للبلاد، ثم المضي قدماً لتحقيق هذه الخطة بضمانات من المجتمع الدولي». واشار بوتين إلى اجتماع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن في جنيف في حزيران (يونيو) الماضي الذي اسفر عن صدور بيان ازاء المرحلة الانتقالية في سورية و»للأسف ابتعد شركاؤنا الغربيون عن هذه الاتفاقات من جديد. نعتبر أنه يجب العمل بإصرار على وضع حلول ترضي الجانبين». وقال أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي زار موسكو اخيراً، تقدم بعدد من الأفكار «القابلة للتحقيق، لكن يجب أن يعمل الديبلوماسيون على ذلك. نحن مستعدون لدعمها. يجب محاولة تحقيق ذلك عمليا». في غضون ذلك، اشار الاسد في مقابلة مع قناة «اولوصال» وصحيفة «ايدنليك» بثتها صفحة المكتب الاعلامي في الرئاسة السورية على موقع «فايسبوك» امس الى «تأثير الدومينو» في حال «تقسيم» سورية الغارقة في نزاع دام منذ عامين او سقوط نظامه، محذراً من عدم استقرار في دول الجوار يستمر «سنوات وربما عقوداً طويلة». وقال: «الكل يعرف انه اذا حصل في سورية اضطراب وصل الى مرحلة التقسيم او سيطرة القوى الارهابية في سورية او كلا الحالتين، فلا بد ان ينتقل هذا الوضع مباشرة الى الدول المجاورة اولا، وبعدها بتأثير الدومينو الى دول ربما بعيدة في الشرق الاوسط». واضاف ان الامر «يعني إيجاد حالة من عدم الاستقرار لسنوات وربما لعقود طويلة». وقال ردا على سؤال يتعلق بمكان وجوده «هذه الإشاعات التي يحاولون بثها من وقت الى آخر هي للتأثير على الروح المعنوية للشعب السوري، وأنا لا أعيش لا في بارجة روسية ولا في إيران... أنا أعيش في سورية». الى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تبرعت بمبلغ مليون دولار لدعم موازنة «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» لتمويل نشاطها الإنساني في سورية.