يلتقي مراهقون ثائرون على التقاليد الإجتماعية في نهاية كل أسبوع، في أحد الشوارع الرئيسة في العاصمة الكوبية هافانا، كاشفين أنماط حياتهم غير التقليدية وسط رقابة حذرة متسامحة من جانب السلطات الكوبية، بعدما كان القادة الشيوعيين يضيّقون على هذه الظواهر الإجتماعية قبل العام 2007. يأتي بضع مئات منهم ينتمون إلى تيارات شبابية مختلفة، تتراوح أعمار غالبيتهم بين 12 و20 عاماً، قرابة منتصف ليل أيام الجمعة - السبت، إلى شارع "جي" ويجوبون أزقته على وقع موسيقى "هارد روك" و"ريغيتون" و"سالسا". ويتميز هؤلاء بتسريحات شعرهم الغريبة والملونة والأوشام المتعددة على أجسادهم، وملابسهم الداكنة وأكسسواراتهم اللافتة. ويبقى هذا "التمرد" ضمن حدود المعقول، اذ أن المشاركين يافعون ولا يسببون عراكات، لكن بضعة من عناصر الشرطة تنتشر بلباس مدني في محيط هذا التجمع، على استعداد للتدخل في حال حصول تجاوزات أو استخدام علني للممنوعات. وتكوّنت الهويات المختلفة لهذه التيارات الشبابية بحسب تعدد أذواقها الموسيقية، فيمكن التمييز بين محبي موسيقى "روك أند رول" و "ميتال" و"هارد روك" من خلال شعرهم الطويل، أو محبي موسيقى "ريغيتون" الآتين من الضواحي، وال"ميكيز" أو محبي موسيقى البوب، وال"إيمو" من خلال لباسهم الأسود. ويجذب وجود هذا العدد من المراهقين أنظار المارة. وقال أحد أفراد مجموعة "بانك"، روبن غوتيريز: "ثمة تسامح أكبر حالياً"، فيما يشير أحد محبي "روك" عمر باديلا البالغ 30 عاماً إلى أن السلطات كانت تنظر بريبة إلى هذه التيارات الشبابية، وأقفلت مركزاً في العام 2001، اعتُبر على مدى 15 عاماً ملتقى محبي موسيقى "روك" في كوبا. وتغيّرت هذه النظرة عند القادة الشيوعيين في العام 2007، فبعد تحليلهم العميق لسلوك محبي موسيقى "روك"، اقتنع هؤلاء بأن هذه التيارات تنسجم مع المشروع الإشتراكي الكوبي وبالتالي منحوها حرية أكبر. وبدأ التسامح الفعلي حيالها في الثمانينات بعدما كانت ممنوعة رسمياً في كوبا، حتى العام 1966. وباتت موسيقى "روك" ومتفرعاتها اليوم متوافرة في محلات بيع الأسطوانات المقرصنة وعلى الإنترنت على الرغم من أنها لا تزال باهظة الثمن وتخضع لقوانين متشددة. وكمؤشر إلى التغير الإجتماعي في كوبا، اختار الكاتب الكوبي شخصية فتاة من تيار ال"إيمو" لتكون بطلة روايته الأخيرة الصادرة في العام 2013.