أكد إعلاميون شاركوا أمس في ندوة بعنوان «القضايا العربية في البرامج السياسية» ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في قاعة مكارم بفندق ماريوت، أن السياسيين العرب يحتاجون إلى رفع مستوى جودتهم، فيما هاجموا كثيراً برامجهم الإعلامية، واصفين إيَّاها بأنها تدخل في باب المكرر والمستعاد. ورأى الإعلامي المصري أحمد المسلماني أن «هناك خلطاً كبيراً بين السياسة والإعلام، ولكن بعض السياسيين أصبحوا إعلاميين أكثر من أبناء المهنة، فيما بعض الإعلاميين أعلى مؤهلات من السياسي، من هنا نحتاج إلى رفع الجودة للسياسيين، ومن جهة أخرى يرى بعض الإعلاميين أن اشتباكهم مع السياسيين الجدد أهم من كل شيء، ويتغاضون عن الصدقية في الحالات الجديدة». وأضاف المسلماني أن «ما يحكم العالم العربي هو توازن ضعف التعامل بين السياسة والإعلام وليس قوته، فلا توجد محاصرة مؤامرتية في العالم العربي بل في العالم كله»، مطالباً بتحسين مستوى اللاعبين في العالم العربي سواء في السياسة أم الإعلام. وقال الإعلامي حسن معوض، في الندوة التي شهدت حضوراً معظمه من الباحثين والمفكرين والإعلاميين، إن «اختيار الضيوف في البرنامج الحواري يجب أن يكون بشكل جيد حتى لا يتحول البرنامج إلى صراع الديكة»، مشيراً إلى أن بعض الضيوف «لا يريد أن يظهر في قناة معينة لأنها بعيدة عن منهجه، وحتى وقت قريب كان الحكوميون لا يخرجون مع المعارضين حتى لا يعطوهم الشرعية، فنستعيض بأن نخرج مع شخص قريب من الحكومة، أو يلجأ مقدم البرنامج إلى أن يكون هو المحامي عن الغائب»، مضيفاً أن «بعض السياسيين يطلب مقابلاً مالياً وهذا ما لا يُفهم، فهو يجد منبراً مجانياً للخروج! وكان الربيع العربي فرصة للحديث لدى الإعلام العربي، ولكن الآن هي فرصة للجلد من قبل بعض الذين كانوا يمجدونه، ونحن نخرج هذه التناقضات، ومن العجيب أننا إذا تطرقنا إلى القضايا المذهبية، اعتبرونا مثيرين للفتنة لدى من يمجدوننا في الطرف الآخر». وأكد معوض أن الإعلام الجديد عنصر دخل على الخط بقوة، «وفيه لا بد من تصفية الغث من السمين، ونلاحظ كثيراً أن إرهابيي الأمس هم أبطال اليوم». فيما وصفت الإعلامية اللبنانية بولا يعقوبيان حال البرنامج السياسي بأنه فقيد الإعلام العربي، مضيفة أنها وصلت إلى هذه الخلاصة بعد أن «أصبحت برامج العرض السياسي الجاد تستقطب جمهوراً أقل، بل كلما قلت الجودة ارتفعت المشاهدة والعكس صحيح». وأضافت يعقوبيان أن المواطن في مواقع التواصل الاجتماعي أصبح هو الصحافي، يوصل ما يريد إيصاله، «لأنه ملّ من برامج لا توجد وسيلة للاستفزاز لم تستخدم فيها، ومن إعلام عربي هو جزء من أنظمة الحكم، فأصبحوا يشكّون في كل ما يظهر في التلفزيون بعد أن كانوا يصدقونه مباشرة».