سيول – أ ب، رويترز، ا ف ب – كيم داي جونغ الذي جمع الكوريتين في حياته، جمعهما في مماته أيضاً. الرئيس الكوري الجنوبي السابق الذي ووري الثرى أمس، جعل وفداً كورياً شمالياً بارزاً يلتقي قبل مراسم تشييعه، الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك، وسلمه رسالة شفهية من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل. ومدّد الوفد الكوري الشمالي الذي ترأسه كيم كي نام وهو مسؤول في حزب العمال الشيوعي الحاكم ومقرب من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل، ورئيس الاستخبارات كيم يانغ غون، إقامته في سيول يوماً واحداً، والتقى الرئيس الكوري الجنوبي نصف ساعة في مقر الرئاسة. وهذه المرة الأولى التي يلتقي فيها لي وهو محافظ يؤيد انتهاج سياسة متشددة تجاه بيونغيانغ، موفدين كوريين شماليين منذ توليه مهماته في شباط (فبراير) 2008. كما انه أول وفد كوري شمالي يزور سيول منذ نحو سنتين. وقال الناطق باسم الرئاسة لي دونغ كوان ان الوفد الكوري الشمالي نقل رسالة شفهية من كيم جونغ ايل لم يُكشف فحواها، «تتناول احراز تقدم في العلاقات بين الكوريتين». واضاف ان اللقاء «كان صريحاً وودياً». واوضح ان لي شرح خلال الاجتماع «المبادئ الراسخة والحازمة لسياسة الحكومة (الكورية الجنوبية) تجاه كوريا الشمالية، وطلب من الوفد الكوري الشمالي نقلها» الى كيم جونغ ايل. وزاد: «قال الرئيس لي: إذا سوّت الكوريتان المشاكل عبر الحوار وفي نية مخلصة، لن تكون هناك مشاكل غير قابلة للحل». وأشار الى أن «وفد الشمال أبدى امتنانه للسماح بعقد الاجتماع، واقترح تعاون الجانبين وتسوية المشاكل». ونقلت وكالة «يونهاب» عن مسؤول كبير في القصر الرئاسي الكوري الجنوبي قوله إن الاجتماع بداية جديدة، «لكن من السابق لأوانه توقع ذوبان الجليد في العلاقات بين الكوريتين». وقال كيم كي نام لدى مغادرته سيول: «شكرا، شكراً. نعود مع انطباع جيد». وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية بأن الطرفين ناقشا خلال اللقاء «مسائل تنمية العلاقات بين الشمال والجنوب». وغادر الوفد الكوري الشمالي سيول من دون المشاركة في مراسم تشييع كيم داي جونغ، والتي جرت للمرة الأولى أمام مبنى البرلمان وشارك فيها حوالى 20 الف شخص، يتقدمهم الرئيس لي ميونغ باك ورؤساء سابقون وزعماء أجانب. في الوقت ذاته، تجمع حوالى 14 الف شخص امام بلدية العاصمة. ورُفعت يافطة صفراء كُتب عليها: «وداعاً، سيد الشمس الساطعة: من دونك، لم نكن لنعرف الديموقراطية الحقيقية». وقالت لي هي هو وهي أرملة الرئيس الراحل: «عانى زوجي معاناة شديدة للحفاظ على الديموقراطية خلال حياته. لم يستسلم قط». وقال رئيس الوزراء هان سيونغ سو ان كيم (85 سنة) كان «قائداً عظيماً في التاريخ المعاصر للبلد، حاز احترام العالم اجمع»، مضيفاً انه كرس حياته للديموقراطية وحقوق الانسان والسلام والمصالحة. وشارك حوالى 700 الف شخص، في مراسم وداع كيم في كل انحاء البلد، قبل مواراته الثرى في مقبرة سيول الوطنية. عانى كيم الذي اعتبره بعضهم «نلسون مانديلا آسيا»، التعذيب والسجن والإقامة الجبرية، كما حُكم عليه يوماً بالإعدام وتعرض لمحاولات اغتيال قبل انتخابه رئيساً عام 1998. وكان كيم داي جونغ أول رئيس لكوريا الجنوبية يزور بيونغيانغ، وعقد قمة تاريخية مع كيم جونغ ايل في 15 حزيران (يونيو) 2000، وقعا خلالها إعلاناً مشتركاً لتحسين العلاقات بين البلدين. وحاز كيم داي جونغ بسياسة الانفتاح والمصالحة التي اعتمدها مع بيونغيانع، وعُرفت باسم «الشمس الساطعة»، جائزة نوبل للسلام عام 2000.