واصلت إسرائيل حملتها على الحكومة السويدية على خلفية نشر تقرير في إحدى صحفها اتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي باستئصال أعضاء من أجساد فلسطينيين بعد قتلهم بهدف الاتجار بهم. وأصرت على أن تصدر الحكومة السويدية استنكاراً للتقرير في موازاة اتخاذ إجراءات ضد صحافيين سويديين يعملون في إسرائيل. وتجند الإعلام الإسرائيلي إلى جانب حكومته في التحريض على السويد «الوقحة» لرفضها التنديد الرسمي بالتقرير. وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في الاجتماع الأسبوعي لكتلة حزبه «ليكود» البرلمانية أمس ان «إسرائيل تطالب وتتوقع من الحكومة السويدية تنديداً رسمياً (بالتقرير الذي أوردته صحيفة أبتونبليدت) ولا تكتفي بإبداء الأسف» على مضمونه. وذكر بأن سلفه ايهود اولمرت اعتذر أمام العالم المسيحي على ما تضمنه برنامج تلفزيوني إسرائيلي ساخر من إساءة للمسيحيين من دون أن ينتقص هذا الاعتذار من حرية التعبير، «لأننا دائماً عرفنا أن نتعامل مع الأمور التي تنطوي على هدر دم وفرية دموية، ونتوقع من الحكومة السويدية أن تتصرف على هذا النحو». من جهته، اعتبر وزير المال يوفال شتاينتس التقرير الصحافي «فرية دموية معادية للسامية لا يمكن أن تبقى الحكومة السويدية غير مبالية تجاهها». وتابع أن الأزمة مع الحكومة السويدية ستبقى قائمة إلى أن تدرك الأخيرة خطورة التقرير. وأضاف أن «إسرائيل لا يمكنها أن تتحلى بضبط النفس تجاه اللاسامية ومن يريد أن يبقى محايداً وليس مستعداً لإبداء تحفظ عن فرية دموية كهذه، قد يكون ضيفاً ليس مرغوباً به في إسرائيل»، في غمز من وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت المفترض أن يزور إسرائيل الأسبوع المقبل. وأردف أن الأزمة الناشبة في العلاقات بين البلدين ستبقى «حتى ترد السويد في شكل مغاير، فإسرائيل لا يمكنها أن تتجاهل مظاهر لا سامية كهذه». ودعا الوزير العمالي اسحق هرتسوغ إلى معالجة الموضوع قضائياً وليس سياسياً فقط، وأضاف أنه «يجب الفصل بين التقرير المذكور وحرية التعبير». في غضون ذلك، يدرس وزير الداخلية ايلي يشاي إمكان تجميد كل طلبات الصحافيين السويديين (8-15 صحافياً) للعمل في إسرائيل «لأننا لسنا مستعدين أن نعطي الخدّ الثاني». وقال رئيس مكتب الصحافة الحكومي إن مكتبه سيتلكأ في التصديق على طلب تقدم به صحافي ومصور من الصحيفة السويدية ذاتها للحصول على بطاقة صحافي وإذن بدخول قطاع غزة. وقال إن المكتب سيرد على الطلب بعد 90 يوماً من الإجراءات البيروقراطية. من جهتها، اتهمت رئيسة الطائفة اليهودية في استوكهولم لينا بوزنر إسرائيل ب «افتعال ضجة وإشعال حرائق والتسبب في فوضى ليست في مصلحتها». وقالت لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إن التقرير نشر قبل أسبوع في صفحة داخلية ولم يلتفت إليه أحد في السويد لأن الناشر صحافي معروف بمواقفه المناوئة لإسرائيل، كما الصحيفة التي نشرت المقال. وأضافت أن الاحتجاج الإسرائيلي يثير غضب الإعلام في السويد «الذي لا يتفهم كيف لإسرائيل أن تتجرأ وتتدخل في حرية التعبير في السويد».