سلّطت وفاة الأسير الفلسطيني المريض بالسرطان ميسرة أبو حمدية أمس الأضواء بقوة على ملف الإهمال الطبي المتعمد في السجون الإسرائيلية، كما أثارت ردود فعل غاضبة تباينت بين دعوات الى انتفاضة ثالثة، وأسر جنود إسرائيليين، والتوجه الى محكمة الجنايات الدولية، في وقت حمّلت السلطة الفلسطينية إسرائيل مسؤولية عدم توفير العلاج اللازم للأسير الشهيد. فعلى مدى أسابيع، ماطلت إسرائيل في تلبية دعوات الى إطلاق الأسير ابو حمدية الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة بسبب إصابته بسرطان الحنجرة، وتفشي المرض في جسمه بسبب عدم تقديم العلاج له باستثناء المسكنات. واعتبر الناطق باسم الأجهزة الامنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري أن «الإهمال الطبي المتعمد يوازي القتل العمد»، في حين دعا رئيس رابطة الأسرى والمحررين توفيق ابو نعيم الى تحرك جدي لوقف انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى. من جانبها، نعت حكومة «حماس» ابو حمدية، وحذرت الاحتلال الاسرائيلي من «تداعيات الجريمة التي ارتكبها»، في حين آثرت الفصائل الفلسطينية التريت وعدم القيام بأي خطوات من شأنها تأزيم الوضع الميداني، وقالت إنها تدرس التطورات الخطيرة في السجون الإسرائيلية، وستتخذ القرارات المناسبة. وفور إعلان نبأ استشهاده، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في مدينة الخليل، مسقط رأس ابو حمدية، حيث أُعلن الحداد ثلاثة أيام، كما وقعت صدامات عنيفة بين أسرى والشرطة في أربعة سجون إسرائيلية، فيما أعلن الأسرى إضراباً عن الطعام لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من اليوم. من جانبها، رفعت إسرائيل درجة التأهب في المناطق المحاذية لقطاع غزة، مشيرة الى أنها «لن تسمح بتهديد أمن بلدات الجنوب، أو للأسرى الفلسطينيين بابتزازها». في غضون ذلك، كشفت مصادر موثوقة ل «الحياة» أن خالد مشعل فاز برئاسة المكتب السياسي لحركة «حماس» في الجولة الثانية من اجتماع مكاتبها السياسية الفرعية وقيادة مجلس الشورى العام في القاهرة مساء الاثنين - الثلثاء، وذلك بفارق سبعة أصوات عن رئيس الحركة في غزة، رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية الذي أصبح نائباً له، محتفظاً بموقعه رئيساً للحركة في غزة. وأوضحت ان نائب رئيس المكتب السياسي ل»حماس» موسى أبو مرزوق انسحب من دائرة المنافسة من الجولة الأولى، لكنه احتفظ بموقعه القيادي في الحركة عضواً في المكتب السياسي، فيما خرج من المكتب السياسي للحركة القيادي البارز محمود الزهار، ومسؤول ملف الاعلام عزت الرشق، بينما شغل كل من الأسيرين المحررين يحيى سنوار وروحي مشتهى موقعهما في المكتب السياسي للحركة.