ثمّن مثقفو ومثقفات منطقة الجوف زيارة وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل إلى المنطقة الأسبوع الماضي. مؤكدين خلال حديثهم ل«الحياة» بأن الزيارة التي خُصصت لتدشين فرع جمعية الثقافة والفنون في منطقة الجوف، ستدعم الحراك الثقافي في المنطقة، خصوصاً بعد حادثة إحراق خيمة نادي الجوف الأدبي قبل نحو 8 أشهر، احتجاجاً على مشاركة العنصر النسائي في نشاطات النادي، وما تلا ذلك من تداعيات أثرت في المشهد الثقافي في المنطقة. وقال رئيس نادي الجوف الأدبي إبراهيم الحميد إن الدكتور السبيل حرص على تفقد النادي ولقاء أعضاء مجلس إدارة النادي، على رغم وقت الزيارة القصير والمخصص لإعلان تدشين فرع «الجمعية». وبيّن أن وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية استعرض في اللقاء مجمل انجازات النادي خلال الفترة الماضية، «وحثّ المجلس على بذل المزيد من الجهد لخدمة المنطقة، وتوسيع المشاركة الثقافية فيها، مبيناً أهمية البرامج التي بدأها النادي لتوسيع إقامة النشاطات في مختلف محافظات ومدن منطقة الجوف والتي شملت القريات و طبرجل و دومة الجندل وصوير». ولفت إلى أن السبيل حثّ على إقامة مزيد من البرامج الثقافية، إضافة إلى «تبادل الزيارات والنشاطات مع أندية المملكة الأخرى التي يمكنها الاستفادة من برنامج «جهات» الذي ينفذه نادي الجوف الأدبي حالياً». واعتبرت الشاعرة ملاك الخالدي أن زيارة السبيل إلى الجوف مرتين خلال عام واحد مؤشر إيجابي، «يعكس اهتمام الوزارة بتنمية الجوانب الثقافية لأبناء مناطق الأطراف، خصوصاً وأن هذه الزيارة جاءت لافتتاح مرفق ثقافي مهم». وأضافت: «أعتقد أن الزيارة جاءت أيضاً للاطلاع على شؤون النادي الأدبي ودعمه، في إزاء الهجمة الغوغائية التي قامت بها ثلة قليلة جداً لا تمثل أبناء هذا البلد الراقي، على إثر الحريق الإجرامي التخريبي للخيمة الثقافية الذي أدانه ولاة الأمر والعلماء والمثقفون وعامة أفراد المجتمع». وذكرت أن النادي الأدبي سيمضي قُدماً غير عابئ بهذه «المهاترات»، لأن «من حضر أنشطة النادي يعلم أن كل ما يشاع عن النادي من إشاعات كالاختلاط وغير ذلك كذب، يجب عدم التوقف إزاءه لأنه لا يستحق ذلك والنادي أكبر من كل هذا الهراء، فنحن حضرنا أنشطة النادي وكانت هناك كانت قاعة للرجال وأخرى منفصلة للنساء، النادي هو ابن هذا المجتمع ومنه انبثق فهو يجمع بين الحفاظ على عادات المجتمع والسعي للتجديد وخلق حراك ثقافي أدبي بين أفراد المجتمع». وتمنت الخالدي بأن يكون لفرع جمعية الثقافة والفنون دور تنموي ثقافي رائد، «وسيقوم بذلك إذا استفاد من تجربة مؤسسات ثقافية لها خبرة لا بأس بها في العمل الثقافي في المنطقة، مثل مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية والنادي الأدبي، إضافة إلى الاستفادة من الطاقات الثقافية والعلمية الشابة»، مشيرة إلى أن مستقبل الجوف الثقافي يمضي للأفضل في ظل وجود وجوه ثقافية وأدبية تسعى لإشاعة ثقافة الكلمة والحوار، كما أن «ظهور الأصوات الشابة المثقفة بدأ بالتنامي، إضافة إلى انتشار ظاهرة المواقع والصحف الالكترونية التي دفعت الفرد لأن يقرأ ويكتب بعد أن كانت تمر الأشهر من دون أن يُقرأ سطر واحد». وكان الدكتور السبيل التقى برئيس فرع جمعية الثقافة والفنون في منطقة الجوف نواف الراشد، بحضور مقرري اللجان، وهم: الفنان التشكيلي جلال الخيرالله، عبدالعزيز الفهد، الممثل مبارك الخصي. وتم خلال اللقاء رسم الخطوط العريضة لانطلاقة أنشطة الفرع، إذ تم تحديد أهداف ومهام كل مقرر. وقال الراشد إن من أولويات فرع الجمعية استقطاب شباب المنطقة وتهيئة الفرصة لهم لممارسة هواياتهم وتمثيل المنطقة في المحافل الداخلية والخارجية. مهيباً بأبناء المنطقة الوقوف إلى جانب الجمعية وتقديم ما لديهم من أنشطه وهوايات، مؤكداً أن فرع الجمعية سيكون داعماً لهذه الأنشطة والهوايات. وكشف الراشد عن أسماء أعضاء لجان الجمعية، وهم: لجنة الفنون التشكيلية: جلال الخيرالله، معجب الحواس، سلطان الزيد، لجنة التراث الشعبي: عبدالعزيز الفهد، أسامة العويش، صادق السرحاني، لجنة الفنون المسرحية: مبارك الخصي، طارق الهذيل، حمد المانع، لجنة التصوير الضوئي: عواد الفالح، أحمد الضميري.