يروي ديفيد هارفي، في كتابه «الليبرالية الجديدة»، ترجمة مجاب الإمام وصدر عن مكتبة العبيكان، القصة السياسية والاقتصادية لليبرالية الجديدة: من أين جاءت، وكيف انتشرت على المسرح العالمي. وفي حين تجري الإشارة عادة إلى تاتشر وريغان باعتبارهما المؤلفين الرئيسين للتحول الليبرالي الجديد، يظهر هارفي أن ثمة مجموعة مركبة امتد تأثيرها من تشيلي إلى الصين، ومن مدينة نيويورك إلى مكسيكو، لعبت أيضاً دورها المهم في نشوء وارتقاء الليبرالية الجديدة. ويتقصى هارفي علاوة على ذلك نقاط الاستمرارية والاختلاف بين طراز الليبرالية الجديدة الذي تبنّاه كلينتون، وبين التحول في السنوات الأخيرة إلى إمبريالية جورج بوش والمحافظين الجدد. يقول المؤلف: «العملية الليبرالية الجديدة استتبعت الكثير من «التدمير الخلاق»، ليس فقط للأطر والقوى المؤسساتية السابقة «إذ تحدت حتى الأشكال التقليدية لسيادة الدولة»، بل أيضاً لتقسيمات العمل، والعلاقات الاجتماعية، وخدمات الرعاية الاجتماعية، والتركيبات التكنولوجية المختلفة، وطرق الحياة، والتفكير، والتكاثر، والارتباط بالأرض، والعادات الشعورية والوجدانية». يقع الكتاب في 406 صفحات من الحجم المتوسط، ويتضمن 7 فصول هي: الحرية مجرد كلمة أخرى، بناء القبول والإذعان، الدولة الليبرالية الجديدة، طورات جغرافية غير مستوية، الليبرالية الجديدة (بخصائص صينية)، محاكمة الليبرالية الجديدة، وأفق الحرية. أما الكاتب ديفيد هارفي فهو أستاذ علم الإناسة المميز في مركز خريجي جامعة مدينة نيويورك، شغل سابقاً مناصب أكاديمية عدة في جامعتي أكسفورد وجونز هوبكنز، وكتب بإسهاب عن الاقتصاد السياسي لظواهر العولمة والتمدين والتغير الثقافي.