التزم فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المنطقة الشرقية، «الصمت» تجاه «الملاحظات» التي رصدتها «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد» (نزاهة)، ومنها «مخالفات مالية وإدارية» في عقود صيانة ونظافة مساجد في محافظة الخبر، وكذلك عدم وجود أئمة أو مؤذنين في بعض هذه المساجد والجوامع. ولم يصدر عن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، رد على التقرير، على رغم مضي أسبوع على صدوره، بما فيه من «ملاحظات» رصدتها «نزاهة». وفضلت «الشؤون الإسلامية»، «الصمت»، بل الدفاع عن نفسها تجاه ملاحظات تتعلق في بيوت الله. وعلى رغم محاولة «الحياة»، الاتصال بالمدير العام لفرع الوزارة في الشرقية الشيخ عبدالله اللحيدان، منذ صدور التقرير. إلا أنه لم يرد على الاتصالات المتكررة، ما يضع علامة استفهام حول اهتمام مسؤولي الوزارة بالرد على ما تضمنه تقرير «نزاهة»، من «مخالفات مالية وإدارية» في عقود صيانة ونظافة، لأكثر الأماكن قدسية لدى جميع المسلمين. فيما ألقى مواطنون ب «اللوم» على المؤسسات المشرفة على صيانة المساجد، ووصفوها ب «المهملة»، نظراً «لسوء صيانة ونظافة المساجد، والحال التي وصلت إليها. فيما لجأ الكثير من أئمة المساجد، إلى فاعلي الخير والمتبرعين، للحصول على مساعدات مالية لعمل صيانة للمسجد أو الجامع، بعد أن وصلوا إلى «طريق مسدود» مع الوزارة، في التغلب على هذه المشكلة. وطالبوا بإنهاء «معاناة المصلين»، بسبب نقص الخدمات، من خلال إلزام المؤسسات المعنية بالقيام بالصيانة الدورية، للمحافظة على نظافة المساجد ومرافقها الخدمية، مشيرين إلى أن بعضها تعاني من «الإهمال»، وبخاصة دورات المياه، التي تحتاج إلى صيانة عاجلة، نظراً لحالتها «المزرية»، وكذلك توفير أدوات النظافة في شكل عاجل. وقال إبراهيم عبد الرحمن، الذي يقطن أحد أحياء غرب الدمام: «إن كثيراً من المساجد تعاني نقصاً شديداً في الخدمات والصيانة»، مشيراً إلى أنه شاهد في بعض المساجد «أسلاكاً كهربائية مكشوفة، وتمديدات عشوائية قد تشكل خطراً على المصلين»، لافتاً إلى أنه تواصل مع إمام المسجد، الذي أكد له أنه خاطب فرع الوزارة أكثر من مرة، يطلب فيها حضور فرق الصيانة بشكل عاجل، إلا أنه لم يتلق أي رد. وأوضح الشيخ محمد سعد، إمام مسجد في حي الجلوية، أن «الكثير من المساجد تلجأ إلى توفير عامل نظافة، يتكفل به أحد المصلين، بغرض القيام بأعمال النظافة لدورات المياه وداخل المسجد»، مشيراً إلى أنه خاطب فرع الوزارة في المنطقة، أكثر من مرة لتخصيص فرق للصيانة والنظافة، إلا أنه لم يتلق أي تجاوب منهم، لافتاً إلى أن «الكثير من المساجد بدأت تلجأ في الفترة الأخيرة، إلى فتح أبوابها في وقت الصلاة فقط، على غير السابق، حيث كانت أبواب المساجد مفتوحة طوال اليوم، بغرض المحافظة على نظافة المسجد». وطالب الشيخ فارس هاشم (إمام مسجد)، بضرورة «متابعة المؤسسات المشرفة على صيانة ونظافة المساجد، ومحاسبة المقصر منها»، مبدياً استياءه من «قلة وضعف المؤسسات المشرفة على صيانة ونظافة المساجد»، مشيراً إلى أن الشخص المسؤول من قِبل المؤسسة المتعاقدة معها للصيانة، «يقوم بعمل زيارة واحدة فقط، لمعرفة احتياجات المسجد، وأنه يأخذ بعدها وقتاً طويلاً لتوفيرها، ما يضطر المصلين إلى القيام بالصيانة على نفقتهم الخاصة». يُذكر أن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة)، طالبت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بالتحقيق في «مخالفات مالية وإدارية»، شملت عقود صيانة ونظافة مساجد في محافظة الخبر، رصدتها «نزاهة» أخيراً. كما رصدت الهيئة عدم وجود أئمة أو مؤذنين في بعض هذه المساجد والجوامع، مطالبة باستعادة الأموال التي صرفت على أعمال لم يتم تأديتها. وذكرت هيئة «نزاهة»، أن جولات مندوبها كشفت عن «سوء نظافة المساجد ودورات المياه فيها، وعدم توافر أدوات النظافة، وعدم وجود عمال للنظافة، إلى جانب إهمال صيانة أجهزة التكييف، والأعمال الكهربائية». كما لاحظت الهيئة خلال وقوفها على تلك المساجد، «عدم وجود أئمة أو مؤذنين في بعضها».