انشغلت الساحة الرياضية ومواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الماضية بخبر عودة «الرمز» الاتحادي منصور البلوي الذي اختفى أعواماً عدة عن نادي الاتحاد في ظروف غامضة لم نعرف تفاصيلها حتى الآن، وأياً كانت تلك الظروف الغامضة يظل «أبو ثامر» رجلاً مؤثراً في تاريخ الاتحاد الحديث وإنجازاته الكبرى في العقد الماضي، وقد بالغ الجمهور الاتحادي في الفرح بعودة «أبو ثامر» واشتعلت الأفراح وتعليقات التفاؤل والتحدي لمشجعي بقية الفرق، ولم يستيقظ جمهور «نمور جدة» إلا على رباعية «الموج الأزرق» التي أغرقت الأحلام وأعادت الأمور إلى نصابها وواقعها. ولا شك أن البلوي شخصية مؤثرة ليس فقط في تاريخ «اتحاد جدة» بل في تاريخ الرياضة السعودية، وعودته ستشكل إضافة إذا تجنب أخطاءه السابقة، فليس كل شيء يُشترى بالمال، وجمال الرياضة يكمن في زرع حب النشاط والحركة والتنافس الشريف في نفوس الشبان الصغار وتدريبهم ورعايتهم وصقل مواهبهم، وليس فقط في الدفع المالي للاعبين أجانب ومحترفين من أجل الفوز وتحدي الآخر وإضعاف المنافس عبر شراء لاعبيه المؤثرين ورميهم إلى «دكة الاحتياط»، ولو أن «أبو ثامر» استثمر المال الوفير الذي دفع به إلى خزانة الاتحاد في إنشاء أكاديمية ل«العميد» على مستوى عالمي وجلب لها كبار المدربين المميزين بدلاً من إهدار تلك الأموال على شراء لاعبين جاهزين لما رأينا الاتحاد يتدهور حالياً بلاعبين «عواجيز» يلعبون، لأن ليس لهم بديل جاهز من الشبان المؤهلين. ونادي الاتحاد لا يفتقر إلى رجل مؤثر مثل «أبي ثامر» فحسب، بل إلى إدارة مميزة ومجلس شرف فاعل، فضلاً عن لاعبين شبان لديهم الطموح والرغبة في الإنجاز، فأكثر من نصف الفريق «الأصفر» حالياً من كبار اللاعبين الذين حققوا ما يقارب 20 بطولة ولم يعد أمامهم سوى أن يتم تكريمهم في حفلة جماعية وتسليمهم مستحقات ومكافآت نهاية الخدمة، وعلى رأسهم الصديق والكابتن الكبير محمد نور، كما يفتقر الاتحاد إلى أكاديمية عالمية ومصادر دخل واستثمار متنوعة تغنيه عن انتظار «عضو داعم» ليحقق بطولة وتجنبه الغرق في الديون والالتزامات والهزائم. السؤال: ما الذي يستطيع فعله «أبو ثامر» بين عشية وضحاها في نادي الاتحاد؟ وهل يمكنه إعادة اتحاد 2004 و2005، اتحاد البطولات الآسيوية؟ وهل يمكنه تصحيح الأخطاء؟ سننتظر ونرى. [email protected]