تلقى أهالي العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى مسلحي «داعش» و «جبهة النصرة» في جرود عرسال بعد اجتماع وفد منهم مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ورئيس الهيئة العليا للإغاثة محمد خير في السراي الكبيرة، جرعة أمل بأن الدولة اللبنانية تعمل جاهدة لتحرير أبنائهم وإعادتهم أحياء، في وقت خرج حشد من عناصر «حزب الله» ومناصريه الى محلة البسطا في قلب بيروت بلباس اسود ووجوه حزينة لوداع رفيق لهم قضى في المعارك التي يخوضها الحزب الى جانب النظام في سورية. وقضى الشاب جاد محمد رفيق البزري الملقب ب «دانيال» وهو من ابناء صيدا وسكان محلة البسطا في مواجهة عسال الورد داخل سورية. وكان اهالي العسكريين واصلوا امس، لليوم الثالث اعتصامهم في الخيم التي نصبوها في ساحة رياض الصلح، وانضم اليهم وفد من بلدة فنيدق. وتوجه وفد يمثل اهالي كل المخطوفين الى السراي. واستمر الاجتماع نحو ساعتين، وقال الشيخ طلال طالب بعد الاجتماع: «حصلنا على تطمينات والمفاوضات تسير على ما يرام»، معتبراً ان «لا حلقة مفقودة ولا قطبة مخفية». وزاد: «وعدنا بعودة أبنائنا، ولا تصعيد لتحركات الاهالي، بل نحن باقون في الخيم». وطالب الدولة بمساعدة اللواء ابراهيم والتجاوب مع مطالبه، مشيراً الى «أننا طلبنا منه الاسراع في حل القضية، ووُعدنا خيراً». وقال حسين يوسف والد العسكري محمد يوسف: «هدف اللقاء الحصول على التطمينات من الدولة وإمكان التعاطي مع هذا الملف للوصول الى مبدأ المقايضة، فتم التعاطي بإيجابية وسيتم اعلان ذلك من خلال الدولة». وذكرت «الوكالة المركزية» ان اللواء ابراهيم أكد للأهالي «أن المفاوضات جارية بوتيرة يومية، وخير دليل على ذلك كان اطلاق سراح كمال الحجيري نتيجة مفاوضات حثيثة و «حتى مقايضة»، وأعطاهم تطميناً ثانياً تمثّل بعدم التعرض للعسكريين في جرود عرسال، والدليل كان ايقاف الاعدامات». كما نقلت عن مصادر متابعة للمفاوضات في ملف العسكريين، انه «اتُفق على جدولة المفاوضات بحيث تجرى مع «النصرة» و «داعش» كل على حدة، وتناقش اولاً مسألة استرداد جثث العسكريين، وثانياً تحرير العسكريين الأحياء، وأخيراً المعابر الآمنة والطرق التي يطلبها المسلحون الى الداخل اللبناني. ويتوقع ان يستأنف الوسيط القطري المفاوضات خلال 24 او 48 ساعة في مهلة قصوى». وكان موضوع العسكريين المخطوفين مسار بحث بين الرئيس سلام ووزير الصحة وائل ابو فاعور. «النصرة» ومصير جندي فار وكانت «جبهة النصرة» اعلنت عبر موقع «تويتر» انشقاق جندي من الجيش اللبناني وانضمامه إلى صفوفها وبثت شريطاً مصوراً يحمل تاريخ امس، يظهره بثياب عسكرية ويحاط به مسلحان مقنعان وبدا انه يحمل رشاشاً وانتقد «حزب الله» وممارسات المؤسسة العسكرية تجاه النازحين السوريين في عرسال وفي طرابلس . والشخص الذي ظهر في الشريط يُدعى م ع، وهو من الزاهرية في طرابلس. وأكد مصدر أمني ان ع. فار من الخدمة منذ 3 تشرين الاول (اكتوبر)، وفي حقه بلاغ بحث وتحر ولم يكن وقت فراره في الخدمة. وأكد اهله انه غادر المنزل منذ فترة طويلة ويخشون ان يكون مخطوفاً.