كشفت دراسة عن تردد المصارف والمؤسسات المالية في دعم الأندية، ما يحبط التوجه القائم نحو خصخصة الأندية الرياضية، خصوصاً في بداية التطبيق التي تحتاج إلى سيولة مالية لمواجهة النفقات الجديدة، وأعمال التطوير والتحديث، مؤكدة أن هذا التردد سيجلب صعوبات متباينة، تهدد نظام الخصخصة بأكمله في ضوء ضعف سياسات الاستثمار الرياضي في الأندية المخصخصة. وأكدت الدراسة التي أعدها طلال عبدالله الحربي لنيل درجة الماجستير من جامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية بعنوان «خصخصة الأندية الرياضية وأبعادها الإدارية والأمنية في المملكة»، ونوقشت أواخر عام 2011، «أن بعض الأندية ستعاني من صعوبة في الخصخصة في ظل معاناتها من أزمات مالية، تتضاعف خطورتها، وتهدد الأندية بالإفلاس، وعدم القدرة على دفع مرتبات العاملين فيها، نتيجة ضعف سياسات التسويق الرياضي في الأندية المخصخصة، وعدم وفائها بقيمة المنتجات في ضوء نقص الإمكانات الفنية اللازمة، لتطبيق خصخصة الأندية الرياضية التي تعد من معوقات تطبيق خصخصة الأندية الرياضية». وشددت دراسته على أن «ارتفاع تكلفة الاستثمار الرياضي يعد من عوائق خصخصة الأندية الرياضية في السعودية، إذ سيدفع الارتفاع المستثمرين بالإحجام عن المشاركة في تشغيل وإدارة أو شراء الأندية المرشحة للخصخصة». وطالبت بضرورة إجراء دراسة جدوى للأندية قبل الشروع في خصخصتها، لتحديد القطاع الذي يمكن خصخصته، ومدى الربح المتوقع، وما الذي يجب اتخاذه من تدابير وإجراءات لتنشيط ذلك الربح، وجعله مناسباً لدعم سياسات الخصخصة، للتغلب على معوقات خصخصة الأندية الرياضية، إضافة إلى تشجيع المصارف والمؤسسات المالية على دعم الأندية المخصخصة مالياً، وخصوصاً في بداية تطبيق تجارب الخصخصة حتى تستطيع الأندية الاعتماد على موارد مالية ثابتة تمكنها من الإنفاق على الأنشطة الرياضية، بجانب تطوير الألعاب الأخرى بالاعتماد على الدخل المالي المتوافر من الأنشطة الرياضية ذات الجماهيرية ك«كرة القدم». كما طالبت بحذو تجارب الأندية العالمية في الخصخصة، من خلال تطبيق سياساتها التسويقية والترويجية، مستشهدة بتجربة نادي ريال مدريد الإسباني الذي يمنع لاعبيه حتى من عقد اللقاءات الصحافية أو التصوير أو الإدلاء بتصاريح إلا في مقابل مبالغ مالية كبيرة للنادي كوسيلة لدعم موارده المالية، وأضاف: «أن قلة تزويد الأندية المخصخصة بالتقنيات الحديثة، والاعتماد على الطرق التقليدية التي تبدد الوقت والجهد، وتزيد التكلفة، ولا تضمن الأداء الفعال، ما يجلب مشكلات فرعية تتضاعف خطورتها، فتعد من معوقات تعترض خصخصة الأندية الرياضية». وأشارت الدارسة إلى أهمية تشجيع الاستثمار الرياضي في مجال رعاية الفرق الرياضية من خلال إنشاء المتاجر الرياضية داخل النادي وخارجه، على أن تبيع تلك المتاجر المنتجات التي تحمل شعار النادي وتوقيعات اللاعبين «النجوم»، لتحقيق دخل مادي يساعد النادي في مواصلة برامج الخصخصة، وتنمية موارده تدريجياً، كما شددت الدراسة على أهمية تزويد المسؤولين عن خصخصة الأندية الرياضية ببرامج تدريبية متقدمة في مجال الخصخصة، إضافة إلى عمل خطة تسويق رياضي في الأندية الرياضية المخصخصة، للاستفادة من كل ما يحقق الربح للأندية.