في استهلاك الطاقة الكهربائية تم تسويق الترشيد والحض عليه للتخفيف من الأحمال أو التعذر من انقطاع التيار فترات الذروة، لذلك انحصر الاهتمام الرسمي بالترشيد في فصل الصيف وشهر رمضان الكريم. ليس سراً أن شركة الكهرباء لن ترغب في ترشيد دائم. الآن الأمر اختلف قليلاً، هناك رغبة ربما بدافع الحاجة لخفض استهلاك الوقود، لا بد هنا من شكر تقارير خارجية أوقدت شمعة في ظلام الإسراف لدينا، أيضاً لا بد من تذكر أول ردود الفعل المحلية «السلبية» على تلك التقارير، وهي ردود فعل متعودة. وحتى تنجح الخطط وبرامج ترشيد الطاقة المزمعة، نحتاج إلى وضوح الرؤية، التركيز أو إلقاء المسؤولية الرئيسة على المباني والمنازل خصوصاً «المجتمع» سيؤدي إلى رد فعل سلبي، أو لنقل عدم تجاوب مع الحملة، لنبدأ ببناء القدوة، ومن الأولى الاستهلال بالحد من التلوث الضوئي، إبهار الإنارة المزعج الذي تجده في المنشآت التجارية غالباً من دون حاجة اللهم إلا محاولة لجذب مزيد من المتسوقين، يمكن مشاهدة ذلك من الأرض أو الجو، حتى إن بعضاً منا كان يتفاخر به، كدليل على التطور! ومن المهم ثانياً عدم تردد الجهات الرسمية، خصوصاً وزارة الكهرباء والشركة في الإعلان وذكر أسماء المنتجات، من مصابيح ومكيفات وغيرها، الأكثر سوءاً واستهلاكاً للطاقة في السوق، إن مجاملة بعض التجار والوكلاء واحدة من آفات بلادنا، وإذا افترضنا أن المستهلك الشريك الأساس في الترشيد، فإن ترك بعض التجار «لتصريف» منتجات رديئة فترة من الزمن على المستهلكين فيه ما فيه من غبن، وهو لا يعزز الثقة بقدر ما يصيبها بالصدأ والهشاشة. ثم إن الأكثر استهلاكاً و«تحقيقاً للأرباح» يجب أن يكون في مقدم المرشدين، المسؤولية عليه أولاً قبل ذاك الذي يستخدمها لحياته العادية، إذا دخلت لبعض الفنادق والأسواق والمساجد، ستجد أن درجة برودة المكيفات مبالغ فيها، وعلى رغم أن أغلب من يدير الأزرار من العمالة الآسيوية جاءوا من بلاد حارة، مع ذلك تشعر وكأنهم قدموا من ألاسكا! الترشيد من الواجب أن يكون أسلوب حياة لا في الطاقة الكهربائية بل في كل شيء، من إمكان إعادة استخدام المستخدم مرة أخرى، إلى التعقل في الأخذ والاستعمال. لم نكن بحاجة إلى تقارير خارجية تحذر من أن استهلاكنا من الطاقة قد يصل إلى درجة أكبر من الإنتاج لنستشعر ذلك، لكن كما قيل زامر الحي لا يطرب. www.asuwayed.com @asuwayed