الطاقة الكهربائية أحد المحركات الأساسية لنمو المدن والمراكز الحضرية وازدهارها، وهي المحرك الرئيس لمستويات التنمية المختلفة: الاقتصادية، والصناعية، والزراعية، والاجتماعية، وغيرها. إسرافنا في الطاقة يتمثل في الاستخدام غير المرشد لمصادرها خاصة في القطاعين التجاري والصناعي ، ولذلك يجب أن يكون هناك آليات لترشيد الطاقة في هذين القطاعين، وتقليل نسب الاستهلاك، ورفع كفاءة فرص الاستخدام للاستفادة القصوى منها، كما لا ننسى دور المباني والمنازل السكنية في رفع نسب الاستهلاك للطاقة واستنفاد مصادرها، فمثلا تستهلك المباني 37 % من الطاقة العالمية، وفي الاتحاد الأوروبي تستهلك حوالي 40% ، وفي أمريكا حوالي 36 % ، وفي السعودية حوالي 60% ، حيث تشمل المباني: المدارس، والجامعات، والمستشفيات، والمباني الحكومية، والفنادق، وقصور الأفراح، وغيرها من المنشآت. إذن كيف نرشد في هذه الخدمة المهمة والضرورية والتي تُستنزف بشكل كبير في بلادنا في ظل غياب كود البناء؟ كيف نوفر كميات الطاقة المهدرة في ظل غياب التوعية بأهميتها ودورها في خدمة المجتمع؟ كيف توفر الطاقة المستنزفة في ظل عدم وجود قنوات لتوجيه المستخدمين لها، وإرشادهم للطرق الصحيحة للحفاظ عليها؟ كيف نوجه أنفسنا، وأهلينا، وطلابنا، وقطاعاتنا التجارية، والصناعية، نحو الحرص والاقتصاد في استخدام الطاقة الكهربائية؟ إن من واجبات ومسؤوليات وزارة المياه والكهرباء هو توعية المواطنين، ورفع درجة التثقيف بترشيد الاستخدام للكهرباء بطرق سهلة ومتاحة للجميع، بحيث توضع ملصقات صغيرة فوق مفاتيح أجهزة الإنارة، أو التكييف، يكتب عليها وفّر الطاقة، أطفئ الأنوار، أو جهاز التكييف، أو وضع أجهزة الترشيد الآلي للكهرباء كما هو معمول به في بعض مباني جامعة الملك عبد العزيز، دور الوزارة في القيام بمهامها في دعم الدعاية، والإعلان، والنشر في وسائل الاتصال المختلفة من أجل الوصول للفئة المستهدفة من المستهلكين وتوجيههم للاستفادة من الطاقة وذلك باستخدام الأجهزة الكهربائية الأقل استهلاكا للكهرباء، وتحفيزهم لاستخدامها، وأيضا تعويد الأبناء في المراحل السنية الصغيرة في الحفاظ على الطاقة بإطفاء الأنوار والمكيفات حال الخروج من المنزل أو بعد الانتهاء من المحاضرات. إذا أردنا أن نحقق الترشيد الصحيح في الطاقة الكهربائية يجب أن نركز على الجانب التوعوي، ومطالبة المستهلكين في كل مناسبة بالترشيد، خاصة في أوقات الذروة وفي أشهر الصيف الحارة جدا، حتى نصل "إلى مفهوم التنمية المستدامة بإذن الله.