بوصول متمردين مسلمين الى السلطة في جمهورية أفريقيا الوسطى، يخشى كثر حدوث مواجهات «دينية» على رغم التصريحات المطمئنة التي أدلى بها الرجل القوي الجديد ميشال دجوتوديا الذي يشدد على أهمية العمل السياسي. وعبر رئيس الأساقفة الكاثوليك في بانغي المونسنيور ديودونيه نزابالاينغا عن قلقه قائلاً: «إننا في مواجهة قنبلة. يمكن أي مشعوذ شرير أن يفجر المنزل. لا أريد التقليل من المشكلة». وذكر دجوتوديا، الذي أعلن نفسه رئيساً منذ أسبوع ليصبح أول رئيس مسلم للبلاد، «أن جمهورية أفريقيا الوسطى دولة علمانية. يعيش المسيحيون والمسلمون في دولة علمانية. صحيح أنني مسلم، لكن من واجبي خدمة وطني، جميع مواطني أفريقيا الوسطى». وشدد: «لم آت من أجل المسلمين، ولم آت من أجل المسيحيين (...) جئت من أجل الجميع». لكنه أقر بأن «أشخاصاً سيئي النيات أرادوا جرّ البلاد إلى نزاع ديني». وهاجمت لجان الدفاع الذاتي من أنصار الرئيس بوزيزي التي نصبت حواجز في بانغي خلال الأزمة، في شكل منتظم المسلمين في العاصمة ووصفتهم بالمتمردين. من جهة أخرى، اعتمد المتمردون على الطائفة المسلمة التي تنظم حملات تبرع لدعمهم. وأثناء عمليات النهب بقيت ممتلكات المسلمين في منأى، فيما تعرضت ممتلكات المسيحيين للتخريب ما يعطي الانطباع بان النزاع يكتسي طابعاً دينياً. كذلك فإن صورة آلاف المسلمين وهم يهتفون «الله أكبر» أثناء وصول دجوتوديا إلى المسجد الكبير في بانغي لصلاة الجمعة، «صدم» مسيحيين، كما قال أحد سكان العاصمة. وتعد أفريقيا الوسطى 5 ملايين نسمة، 45 في المئة منهم من البروتستانت و35 في المئة من الكاثوليك و15 في المئة من المسلمين، غالبيتهم يتحدرون من الشمال الذي ينطلق منه التمرّد، و5 في المئة من الارواحيين. وقد تعايشوا دائماً من دون مشاكل تذكر. ويعتبر القس نيكولا غيري كويامي الذي يترأس تحالف الإنجيليين في البلاد، أن ثمة «ابتزاز» يجب تلافيه. وقال: «السلطات الجديدة ليست هنا لهدف ديني بل لهدف سياسي، وعليها أن تقدّم برنامجها السياسي لإقناع الشعب». من ناحيته، رأى الإمام عمر كوبلين لاياما رئيس الطائفة الإسلامية، أنه «يجب عدم كسر هذا التعايش القائم منذ أكثر من 50 عاماً».