-1- أتوكأ، حين يباغتني الحزن، شرودي أخرج من زمني من وطني من أهلي من أصحابي وأعود كما كنتُ بلا لغةٍ وبلا إدراكٍ للأشياءِ وللأيام، لا أبصرُ... يتساوى عندي أن أغمضَ عيني أو أفتحها. -2- تنساني نفسي ينساني الوقتُ ينساني الضوءُ وتنساني العتمةُ لا أدري إن كنت أنا أم غيري. ماذا في كفي وردةُ حبٍ أم خنجر حقدٍ؟ في أي زمانٍ ومكانٍ يتقلب هذا الجسد الملتاع؟ هل أكتب هذي الكلمات أم هي من يكتبني؟ -3- أتذكرني! أتذكر أني كنتُ هنا كانت لي أحزاني وطموحاتي وشجوني ومسراتي كيف تلاشت كيف تلاشيت أنا؟ ما عادت لي أحزانٌ تفرح بي وطموحات أفرح حين أراها لا تتحقق! -4- كانت لي ذاكرةٌ كالماء صفاءً كالفولاذ مضاءً أين تولت ذاكرتي؟ لم يبق سوى ظلِ فراشاتٍ كانت تتنزه بالقرب من الوادي تتوقف حين تراني مندهشاً، كان خيالي يوهمني أن فراشات الوادي تتكلم ترغب في أن تحكي لي بعضاً من بهجتها وفصولاً من زمنٍ لا نتذكره لا يرثيه أحد. -5- ماذا لو أدركني جمعٌ من أصحابي وأنا رهن شرودي؟ سيقول الأول: أدركه مسٌ من جن ويقول الثاني: هو في لحظة إشراق شعري ويقول الثالث: صاحبكم يسرح في منفاه الذاتي. حين رجعتُ إلى نفسي وإلى حزني أدركني شغفٌ للقاء الأصحاب وشوقٌ للصخب الفاتن والرقص على إيقاع قصائدَ لم يطمثهنّ بشرْ.