تبدو أن أنطونيا كارفر مديرة معرض «آرت دبي» منذ 3 سنوات، الناقدة الفنية السابقة في نشرات ثقافية متخصصة وصحف دولية، متفائلة بما وصلت إليه «هذه المنصة العالمية» كما تحب أن تسميها. البريطانية المتخصّصة في الفنون الشرق أوسطية والأفلام السينمائية وال «فيديو آرت»، وإحدى المبرمجات لمهرجان دبي السينمائي الدولي، ترفض القول إن «منصّتها» التي تربيها كالطفل المدلّل «كل شبر بنذر» لا توازي بين ما هو تجاري وما هو ثقافي. واعتبرت أن البرامج الخاصة مثل «ماركر» و «منتدى الفن العالمي» و «معهد آرت دبي» وبرنامج إقامة الفنانين، «هي خير دليل على الجهد الذي نبذله لتحقيق هذا التوازن بين الأعمال الفنية المعروضة للبيع والبرامج التثقيفية، تعزيزاً للمكانة التي وصل إليها المعرض وبالتالي إيجاد نموذج مستدام يوفر منصة عالمية بطابع محلي مميز للمشاركين والزوار على حد سواء». وعن المعايير التي تعتمدها اللجنة في اختيار الغاليريهات والأعمال الجديدة وما إذا كان «آرت دبي» يولي أهمية لأن يكون سوقاً جديدة تعتمد النوعية الراقية في الأعمال، تشرح كارفر أن لجنة الانتقاء منفصلة عن المعرض، ولكنها تعمل ضمن أهدافه أي أنها تحاول الموازاة بين الغاليريهات المكرّسة وبين الاكتشافات الجديدة في مجال الفن، ليحافظ «آرت دبي» على مكانته الدولية وكي تكون هذه التظاهرة المنصّة الكبرى لأعمال فناني الشرق الأوسط. وتضيف: «نحن حريصون على صَون النهج الحميم ل «آرت دبي»، فمع 75 غاليري يمكن المشترين اكتشاف فنانين جدد ومقابلتهم، والمشاركة في نقاشات غنية حقيقية، والاطلاع على أعمال ومؤلفات ومفاهيم جديدة بطريقة تفصيلية تشريحية». توازن بين التجاري والتثقيفي عاماً بعد عام تكبر هذه التظاهرة وتكبر معها مسؤولية فريق العمل والقيّمين والباحثين والمنظمين والداعين. لكن كارفر وزملاءها يركّزون «بشكل مكّثف وبدعم من الرعاة (أبراج غروب، كارتييه، جميرا) على أهمية نوعية الأعمال المشاركة وعلى بصمتها العالمية، مع الاستمرار في زيادة عدد الغاليريهات»، كما تؤكد. وتشير إلى أن هذا الأمر «يُصعّب علينا الاختيار، لكنني لا أرى أن هناك صراعاً بين سوق الفن التشكيلي (البيع) والنوعية الجيّدة، ثم إن بيع الأعمال يحفّز الفنانين ويفعّل دور الفن ويساهم في تطويره». وهذا ما يبدو واضحاً بحسب كارفر التي عملت في لندن في مؤسسات فنية عريقة مثل «Phaidon»K من خلال قسم «ماركر» الذي سلّط الضوء العام الماضي على فنانين وصالات عرض ومؤسسات فنية من أندونيسيا، ويحتفي هذه السنة بغرب أفريقيا، وفي العام المقبل بوسط آسيا والقوقاز. ويركز «ماركر» على فنانين موهوبين قد يكونون معروفين على صعيد منطقتهم فقط، ويحتاجون إلى دعم تسويقي، إضافة إلى دعمه فنانين شباباً ومؤسسات وغاليريهات ناشئة لم تحظَ حتى الآن بفرصة للمشاركة في منصات فنية عالمية. و «هنا يكمن دورنا في أن نجعل من «آرت دبي» ليس منصة عالمية فحسب، إنما مركزاً لهذه الغاليرهات الشابة من خلال منحها المساعدة في تصميم أجنحتها وتقديم الأعمال بشكل لافت وعادل... فمع 30 دولة مشاركة هذه السنة، أصبح «آرت دبي» أحد أكبر المعارض الدولية في العالم ويُنظر إليه كجسر بين آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط»، تؤكد كارفر. إصرار على الازدهار يدور النقاش في أوروبا الآن حول جدوى تزايد عدد معارض الفن ودورها الحقيقي غير التجاري، وحول ما إذا كان هناك حاجة إلى هذا الكمّ الهائل من المعارض. لذلك يسعى «آرت دبي» إلى أن «يكون له هوية وتوجّه واضحان وعزم على الاضطلاع بدور فعال في خدمة المجتمع الفني المحلي أولاً والدولي تالياً، والتخطيط لبرامج مبتكرة واستضافة أهم الغاليريهات في العالم التي تساهم أيضاً من خلال وجودها في ازدهار «آرت دبي». وتضيف كارفر: «لذلك استقبل المعرض هذا العام عدداً مضاعفاً من هواة تجميع الأعمال الفنية والمؤسسات والمتاحف والمهتمين بالفن عامة. وهذا يأتي في سياق رغبتنا في التواصل وعطشنا إلى سوق جديدة نطمح إلى أن تكون أشبه بملتقى استراتيجي، خصوصاً أننا في منطقة غير مستثمرة فنياً، يجعلنا عالميين». ماذا عن استقطاب المشترين وجامعي الأعمال؟ هل هو أمر أساسي في «آرت دبي»؟ تجيب كارفر: «هذا أكيد وهناك فريق كبير يعمل على ذلك بجدية وحرفية لنكسب ثقة المشترين ونستقطب مزيداً منهم من كل أنحاء العالم ونكسب ثقتهم (أكثر من 25000 شخصاً)، وكذلك لتنمية جيل من المشترين الشباب من خلال النصائح المهنية. هناك أيضاً مديرو وأمناء متاحف وباحثون وقيّمون وصالات عرض ونقاد وفنانون يجدون في معرضنا مناسبة للقاءات مثمرة ونقاشات. وذلك ليس إلا عنصراً واحداً من نشاطاتنا التجارية وغير التجارية».