اجتمعت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية بكامل أركانها في غزة للمرة الأولى أمس، منهية بذلك قطيعة دامت أكثر من 7 سنوات سيطرت خلالها حركة «حماس» على القطاع بالقوة وطردت السلطة وحركة «فتح» منه منتصف عام 2007. (للمزيد) وجال رئيس الحكومة رامي الحمد الله والوفد المرافق له على مناطق منكوبة بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير، خصوصا بلدة بيت حانون وحي الشجاعية، وقال إنه بكى من هول ما رآه من حجم الدمار. وحدد في مؤتمر صحافي أولويتيْن لحكومته، قائلاً: «واجب الحكومة الرئيس إغاثة غزة وإعادة إعمارها»، كما أنها مصممة «على إنهاء الانقسام وتداعياته السلبية». وأضاف أن أمام الحكومة «حلولاً جذرية لمشكلة الموظفين في قطاع غزة»، معبراً عن أمله في أن ينجح مؤتمر إعادة الإعمار الذي سيعقد الأحد في القاهرة «في تجنيد أموال تمكن الحكومة من البدء بإعادة الإعمار». ورغم أن آلاف المنكوبين ومالكي المنازل المدمرة كانوا في انتظار موكب الحمد الله في بلدة بيت حانون وحي الشجاعية، إلا أن الزيارة لم تحظ باهتمام شعبي، إذ حالت هموم 1.8 مليون «غزي» ومشاكلهم الكثيرة والمتراكمة والشعور باليأس والاحباط وفقدان الأمل، دون نزولهم إلى الشوارع لاستقباله. غير أن هذه اللامبالاة لم تمنع البعض من التعبير عن سعادته بالوحدة الوطنية وأمله في أن تدوم. وخلال الزيارة التي تنتهي اليوم، شهدت غزة انتشاراً مكثفاً للآلاف من رجال الشرطة والأمن التابعين لحكومة «حماس» السابقة في القطاع، إضافة إلى عدد من رجال «الحرس الرئاسي» والمخابرات العامة في السلطة الفلسطينية المكلفين حماية رئيس الوزراء وحراسته خلال الزيارة. وكان لافتاً أن عشرات رجال الأمن في السلطة الفلسطينية ظهروا بزيّهم الرسمي وأسلحتهم علناً أمس للمرة الأولى منذ الانقسام. كما كان لافتاً وصول رجل الأمن القوي في السلطة، مدير المخابرات العامة، عضو الفريق المفاوض مع «حماس» اللواء ماجد فرج، ورئيس هيئة الشؤون المدنية رجل «فتح» القوي حسين الشيخ، وهما مقربان من الرئيس محمود عباس، ما اعتُبر علامة مميزة للزيارة، ومؤشراً الى وجود اتفاقات أو تفاهمات غير معلنة في خصوص إدارة المعابر والأمن في القطاع. في هذا الصدد، كشف نائب رئيس حكومة الوفاق، رئيس لجنة إعادة الإعمار محمد مصطفى أن موظفين تابعين للسلطة سيتولون اعتباراً من الأحد المقبل العمل على معابر القطاع، موضحاً أن ذلك أمر يطمئن المانحين تجاه مجريات عملية إعادة الإعمار، خصوصاً بوجود مخاوف لدى بعض الأطراف المانحة تتعلق بآلية إدخال مواد البناء. وتناول الحمد الله والوفد المرافق له طعام الغداء في منزل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية الذي دعا إلى «إكمال ملفات المصالحة»، مطالباً «بتفعيل المجلس التشريعي وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية ولمنظمة التحرير وعقد الاطار القيادي الموحد، ليكتمل بذلك طريق المصالحة حسب الاتفاقات الموقعة» مع منظمة التحرير وحركة «فتح». وشدد على أن الزيارة «تتويج وتكريس للمصالحة» وتؤكد «فشل الاحتلال في محاولة افشال حكومة التوافق والوحدة الوطنية».