أعطت والدة المبتعث المفقود مشعل البلوي، السفارة السعودية في أنقرة الضوء الأخضر للبحث عن ابنها المختفي عن الأنظار منذ زهاء ثلاثة أسابيع. وطلبت منهم تتبع أثره، والعثور عليه. وجاء ذلك بعد ما أبدى السفير السعودي في تركيا الدكتور عادل مرداد ل «الحياة»، استعداد سفارته للمشاركة في عملية البحث، «على أن يتم ذلك بشكل رسمي، ومن جهة معنيّة بالأمر، تؤكد وجود دلائل على انتقال المتغيّب البلوي إلى سورية، للانضمام إلى تنظيم «داعش» الإرهابي». ومن سيدني؛ روى عبدالله الدوسري، الذي كان زميلاً للبلوي خلال الدراسة في معهد اللغة الإنكليزية، «الاختفاءات» القصيرة لمشعل التي سبقت الغياب الكبير. والذي ما إن اكتشفه الدوسري حتى بادر إلى إبلاغ الأجهزة الأمنية والنادي السعودي في أستراليا وذوي البلوي. ولم تقف والدة المبتعث المفقود البلوي عند حدّ ما أدلت به السفارتان السعوديتان في كامبيرا وكوالالمبور أول من أمس. إذ أكدت الأولى مغادرة ابنها مدينة سيدني من دون تحديد تاريخ المغادرة أو الوجهة المقصودة، أو ملابسات تغيّبه يومين متتاليين، إذ بعث برسالة لوالدته لتطمينها على صحته وأنه بحال «جيدة»، إلا أنه اختفى عن الأنظار من دون أن يترك أثراً له. فيما أشارت الثانية إلى تعثّر عملية البحث عنه برقم جواز سفره في ماليزيا، دلالة على انقطاع أثره. وأبدت السفارة السعودية في أستراليا ل «الحياة» أمس عدم قدرتها «الإفصاح عن معلومات إضافية على ما ورد في البيان» الذي أصدرته أول من أمس. وتضمّن تأكيدها «مغادرة المفقود البلوي أراضي سيدني، إضافة إلى تاريخ المغادرة الفعلي مع تحديد الوجهة التي يقصدها وتتمثّل في دولة محددة». إلا أنه لم توضح ما إذا كان المفقود استغل تغيبه الموقت خلال ال48 ساعة قبل التغيّب الطويل في التنسيق مع جهات معينة، سهّلت خروجه إلى دولة أخرى من دون اقتفاء أثره، لأن «هذه المعلومات يتم إبلاغ أهله وذويه فقط بها» بحسب مصدر في السفارة تحدث إلى «الحياة». وأوضح قسم شؤون السعوديين في السفارة أنه «ليس بالإمكان الإفصاح عن تفاصيل أكثر حول الدولة التي غادر إليها المفقود، وذلك من خلال التنسيق مع أقسام الحجوزات في المطارات، إضافة إلى إيضاح تاريخ المغادرة الفعلي لمدينة سيدني». ولفت إلى أن «السفارة في حال استجد أمر طارئ بهذا الخصوص؛ ستقوم بإصدار بيان آخر، يحوي التفاصيل الجديدة». وأردف أن «أية معلومات أخرى سيتم إبلاغ أهله وذويه فقط بها». إلى ذلك، أبلغ «الحياة» مصدر في عائلة البلوي، أن «والدة المفقود خاطبت أمس السفارة السعودية في أنقرة. للإبلاغ عن تغيب ابنها في ظروف غامضة، والاستدلال بما أبلغتهم به السفارتان السعوديتان في أسترالياوماليزيا عن مغادرة سيدني، وعدم الوصول إلى كوالالمبور. «على رغم وجود دلالات تشير إلى توجهه إلى سورية، وتحتاج إلى إجراءات للتأكد من مدى صحتها من عدمه». ولفت المصدر إلى أن والدة المفقود تكفلت بمتابعة القضية مع السفارة السعودية في تركيا «شخصياً، للحد من توارد أنباء غير أكيدة حول ابنها، ما تسبب لها في تعب نفسي وتدهور صحتها». بدوره، قال فهد الدوسري، وهو زميل المفقود البلوي، وأبلغ الأجهزة الأمنية الأسترالية وذويه عن تغيبه «الفجائي»: «إن أحد زملاء المفقود اتصل بي، وسألني ما إذا كان مشعل عاد إلى معهد اللغة الإنكليزية الذي يدرس فيه، بعد انقضاء إجازة مدتها عشرة أيام. وبدأت من الخامس حتى 15 أيلول (سبتمبر) الماضي». وأضاف الدوسري في اتصال مع «الحياة» أمس: «إن مشعل البلوي تغيّب لمدة يومين بتاريخ الأول والثاني من أيلول (سبتمبر). ثم عاد إلى مقاعد الدراسة في الثالث من الشهر ذاته، وتغيّب في اليوم الآتي. فيما بدأت بعد ذلك الإجازة التي دامت عشرة أيام، ولاحظنا اختفاءه بعد الإجازة وعدم حضوره إلى المعهد كالمعتاد». وأضاف «ذهبت إلى المعهد، للسؤال عنه، وأخذت تفاصيل سكنه كافة، وذهبت إلى الشقة التي يسكن فيها، وأبلغوني أنه قام بتسليمها منذ شهر». وأردف: «قمت بأخذ بيانات المكتب الذي يؤجر الشقة، وأبلغوني بأن الشقة لم تكن باسمه، بل باسم شخص آخر». ورجح أن الشقة التي كان يسكن فيها باسم ابن عمه الذي كان يدرس معه وعاد إلى السعودية أخيراً. وأوضح أنه قام بإبلاغ زميله، الذي بدوره قام في إبلاغ الأجهزة الأمنية عن تغيبه «وقمت بدوري بإبلاغ رئيس نادي الطلبة السعوديين بالأمر، ونقل ذلك عني للمعهد الذي يدرس فيه». وذكر أن إبلاغ الأجهزة الأمنية كان مساءً. وأكد أنه من خلال الاطلاع على كشف حضور المفقود مشعل في المعهد «كان جيداً، وهناك أيام قليلة تغيب فيها، إضافة إلى ساعات تأخير، وتعتبر اعتيادية لكل طالب». وأكد أن المفقود لم يذكر له أي جانب فيه تطرف ديني مسبقاً، وقمت بالاطلاع على جهاز الموبايل الخاص به بحضوره، إذ تضمن مقاطع فيديو فكاهية، وصوراً تخص طلعات برية، ولا شيء غير ذلك»، موضحاً أن «مشعل كان هادئاً، وكنا نتحدث بشكل دائم حينما نلتقي في المعهد».