رصد تقرير شركة «المزايا» القابضة الإماراتية بوادر انتعاش باتت تلوح في الأفق، متخطية آثار الأزمة المالية العالمية، تمثلت في تقارير من حول العالم تفيد عن تحسّن ملموس في اقتصاداتها. واضاف ان «أهم براعم الانتعاش أو توقف الخسائر تظهر في ارتفاع أسعار السندات التي أصدرتها دبي، سواء من الجهات الحكومية أو الشركات». وأشار التقرير إلى ما أفاد به «صندوق النقد الدولي»، من أن احتمالات المستقبل للاقتصاد السعودي تبدو «إيجابية عموماً»، على رغم انخفاض الطلب العالمي على النفط، تصب في الاتجاه ذاته. وأشارت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني الى انها غيرت النظرة المستقبلية لمصر من «سلبية» إلى «مستقرة»، بفضل تراجع معدل التضخم، إضافة إلى الجهود الجيدة للسيطرة على الضغوط المالية، والهدوء الذي يطغى حالياً على الاقتصاد وعلى النظام المصرفي المصريين. وتابع التقرير أن «ما يسمى بانهيار التضخم بدأ في جميع الدول العربية والعالمية تقريباً، خصوصاً مع انخفاض سعر النفط الخام العالمي والسلع الأساسية، بالإضافة إلى تراجع أسعار العقارات في شكل لافت». الاتحاد الأوروبي أما في أوروبا، فأكد المصرف المركزي الأوروبي أن الحالة الاقتصادية، بخاصة في ألمانيا وفرنسا، في تحسّن مطرد، وأن الأشهر والأسابيع المقبلة ستشهد انتعاشاً اقتصادياً لا بأس به. وحذّر التقرير من الإفراط في التفاؤل في الأداء الاقتصادي خصوصاً مع تطورات شبه يومية تجري على المشهد المصرفي الخليجي في خصوص القروض المصرفية المترتبة على مجموعتي «سعد» و«القصيبي»، والتي لا تزال ذيولها معلقة، وسط شدّ وجذب بين جميع الأطراف. ولعل هذا ما دفع «موديز» إلى إبقاء توقعاتها المتعلقة بالقطاع المصرفي في البحرين «سلبية»، معتبرة أن ظروف الائتمان ستظل صعبة لكن المصارف لن تحتاج على الأرجح لزيادة رؤوس أموالها. وتأتي توقعات «موديز» السلبية بعد شهر واحد من سيطرة «بنك البحرين المركزي»، على مصارف تابعة لمجموعتي سعد والقصيبي، في محاولة لاحتواء تداعيات الاضطرابات المالية في المجموعتين. وأوضح التقرير أن تحسن أداء السعر السوقي للسندات التي أصدرتها جهات حكومية «يدل على ارتفاع الثقة في الديون الصادرة من دبيوالإمارات بشكل عام». وتوقع أن يساهم هذا الامر في دفع بعض الشركات التي أجلت إصدار سندات أو صكوك إلى إعادة النظر في اطلاق إجراءات عملية لجمع التمويلات عبر السندات او الصكوك. وسجل العام الجاري إصدارات شحيحة من السندات والصكوك، فبلغت قيمة الصكوك الصادرة في آسيا ما بين تموز (يوليو) العام الماضي وتموز العام الجاري 13.23 بليون دولار، موزعة على 68 إصداراً. واحتلت الإمارات المرتبة الرابعة عبر إصدار الصكوك ببليون دولار، متقدمة على البحرين التي اكتفت ب750 مليون دولار. ووفقاً لتقرير ل «إسلاميك فاينانس»، الماليزي الذي نشرته صحف إماراتية، احتلت ماليزيا المرتبة الأولى في صكوك اجمالية بلغت قيمتها 7.74 بليون دولار، والسعودية المرتبة الثانية ببليوني دولار، ثم إندونيسيا في المرتبة الثالثة بما قيمته 1.27 بليون دولار. وارتفعت أسعار سندات شركات حكومية دبيانية إلى أعلى معدل لها في العام الجاري، مدفوعة في تكهنات تتعلق بإعادة جدولة لديونها أو تسديدها قبل استحقاقها. آسيا ولفت التقرير إلى أن بوادر الانتعاش في آسيا لافتة، بدءاً من سنغافورة ومروراً بالفليبين وكوريا وهونغ كونغ، حيث أعلنت السلطات أن اقتصاد البلاد بدأ يخرج من دائرة الركود. وظهرت بعض علامات الانتعاش على اقتصاد سنغافورة في الربع الثاني من العام الجاري، مع ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي 20.7 في المئة مقارنة بالربع السابق. كما أظهرت بيانات أصدرها المصرف المركزي الكوري الجنوبي أن تحويلات الكوريين العاملين في الخارج إلى بلادهم ارتفعت أربعة أضعاف تقريباً إلى 1.6 بليون دولار خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة بالعام الماضي، وجنوا أرباحاً من ضعف العملة المحلية وتمكنوا من شراء عقارات في بلادهم. واعلن المصرف المركزي الفيلبيني ان تحويلات الملايين من الفلبينيين العاملين في الخارج سجلت مستوى قياسياً بقيمة 1،5 بليون دولار في حزيران (يونيو) الماضي، في ظل تراجع وتيرة تباطؤ الاقتصاد العالمي. وفي الكويت، أعلنت «الشركة التجارية العقارية»، عن بيع حصتها في مشروع «برج المقام» البالغة 30 في المئة إلى شركة خليجية. وفي الإمارات، أعلنت إدارة مشروع «رمرام» أن أعمال البناء في المجمّع السكني الذي يمتد على مساحة 22.6 مليون قدم مربع «تسير وفق الجداول الزمنية المحددة، مع وجود تقدم ملحوظ في مراحل المشروع الأربع». وأعلنت «داماك» العقارية وصول الأعمال في برج «أوشن هايتس»، الى الطابق ال70 على ان تنتهي بعد أقل من عام. وفي قطر، وقّعت شركتا «بروة» العقارية و«قطر لإدارة المشاريع»، اتفاقاً لإدارة المرحلة الأولى من مشروع شركة «بروة» في «مدينة القاهرةالجديدة»، حيث يتوقع ضخ أكثر من 33 بليون دولار خلال السنوات القليلة المقبلة لاستثمارها في إنشاء مدينة سكنية متكاملة ومنطقة تجارية تحتوي على مركز تسوّق عالمي ومبان إدارية للشركات وثلاثة فنادق ومدارس دولية. وفي السعودية، افادت شركة «مكة» للإنشاء والتعمير، أنها ساهمت في تأسيس شركة «جبل عمر» للتطوير وأنها تمكنت من امتلاك 11 في المئة من رأس مال المشروع.