أكدت الحكومة البريطانية امس، أنها ستواصل معركتها القضائية في قضية ترحيل رجل الدين المتشدد «ابو قتادة» الى الاردن، بعدما خسرت طعناً قدمته في محاولة لوقف قرار محكمة يقضي بمنع إبعاده. وكان محامو وزيرة الداخلية تيريزا ماي استأنفوا قرار لجنة الطعون الخاصة بالهجرة الصادر في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ويسمح للأردني بالبقاء في بريطانيا، لكن المحكمة رفضت طلب الوزارة. وفي الحكم الذي نشر على الإنترنت امس، سلم القضاة الثلاثة في محكمة الاستئناف بأن الحكومة تعتقد أن «ابو قتادة» يشكل «خطراً ارهابياً كبيراً جداً». لكنهم قالوا ان الحكومة لم تثبت وجود ثغرات قانونية في قرار اللجنة الذي خلص الى وجود خطر فعلي باستخدام ادلة يتم الحصول اليها عبر التعذيب في اعادة محاكمته بتهم الارهاب في الاردن. واشار القضاة في الحكم الى انهم «راضون لأن لجنة الطعون الخاصة بالهجرة لم ترتكب اي اخطاء قانونية. وبالتالي فان هذا الطعن يجب ان يرفض». وأعلنت وزارة الداخلية أنها ستدرس الحكم، لكنها أشارت إلى أنها ستطعن به مجدداً على الأرجح، ما يطيل أمد هذه المعركة القضائية التي تخوضها بريطانيا منذ عقد من الزمن لطرد رجل الدين. وكتبت الوزارة في موقعها على «تويتر» إن «هذه ليست نهاية الطريق، الحكومة تبقى مصممة على ترحيل أبو قتادة». ويريد الأردن إعادة محاكمة «أبو قتادة» في قضايا متصلة بالإعداد المفترض لاعتداءات أدت الى الحكم عليه غيابياً في بلاده بالسجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة في 1998 وبالسجن 15 سنة في 2000. من جهة أخرى، حذّر مسؤول أمني بريطاني من أن بلاده تواجه تهديداً متزايداً من الهجمات الإرهابية بالأسلحة الجرثومية، وحمّل شبكة الانترنت مسؤولية تسهيل حصول الإرهابيين على المعلومات المطلوبة لصنع أسلحة جرثومية. ونسبت صحيفة «ذي صن» امس، إلى مدير مكتب الأمن ومكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية البريطانية تشارلز فار، قوله إن «الخدمات الصحية الوطنية قامت بتخزين الأدوية ووضع خطط طوارئ للتعامل مع هجوم واسع النطاق يستخدم فيه الإرهابيون عوامل جرثومية». وأضاف فار: «نعتقد أن وقوع هجوم إرهابي بالسلاح الجرثومي سيكون أسهل من قبل ما يحتم علينا بذل المزيد، وقمنا أيضاً بتدريب وحدات من الشرطة والخدمات الطبية للتعامل مع هجوم يستهدف المدنيين من قبل متطرفين مدججين بالسلاح على غرار هجمات مدينة مومباي الهندية عام 2008». وأشار إلى أن الجامعات البريطانية «تمثل أحد المصادر المحتملة للأسلحة الجرثومية لكون مختبراتها العلمية تستخدم مواد لأغراض مزدوجة، وطلبنا منها تحسين الإجراءات الأمنية حول هذه المختبرات لمنع المتطرفين من سرقة العوامل البيولوجية». غوانتانامو على صعيد آخر، أرسلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر طبيباً ومندوباً آخر إلى معتقل غوانتانامو بسبب مخاوف بشان إضراب عن الطعام بين المعتقلين. وقال سايمون سكورنو الناطق باسم اللجنة إن حوالى 12 ممثلاً للصليب الأحمر من المقرر أن يقوموا بزيارة دورية تستمر أسبوعين الى غوانتانامو في اول نيسان (ابريل) المقبل. وأضاف: «بسبب التوترات الحالية وإضراب عن الطعام قررنا إرسال اثنين من المندوبين إلى الجزيرة بدءاً من هذا الأسبوع، احدهما طبيب ستكون وظيفته تحديداً متابعة حالات الإضراب عن الطعام بين المعتقلين». وقال الكابتن روبرت دوراند الناطق باسم سلطات الاعتقال، إن 31 من 166 نزيلاً في غوانتانامو انضموا إلى الإضراب عن الطعام وأضاف أن 11 منهم نقصت أوزانهم الى درجة أنهم يجري إطعامهم بوجبات سائلة من خلال خراطيم تدس في الأنف وتصل إلى المعدة، وأن ثلاثة منهم يرقدون في المستشفى بسبب الجفاف. وموجة الإضراب الحالية بدأت قبل حوالى سبعة اسابيع. وقال ضباط عسكريون ومراقبون لحقوق الإنسان ومحامون إنها تعكس إحباط السجناء في غوانتانامو من الفشل في البت بمصيرهم.