أرجأ مجلس النواب اللبناني للمرة الثالثة عشرة منذ نيسان (أبريل) الماضي جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية كانت مقررة اليوم الخميس، بسبب عدم اكتمال النصاب نظراً للانقسام السياسي الحاد في البلاد. وحدد رئيس المجلس النيابي نبيه بري الاربعاء في 29 تشرين الاول (اكتوبر)، موعداً جديداً للجلسة الجديدة لانتخاب رئيس. وتتطلب جلسة انتخاب رئيس حضور ثلثي اعضاء مجلس النواب (86 من اصل 128)، لكن حضر الى مقر البرلمان في وسط بيروت 58 نائباً للمشاركة في الجلسة التي لم تنعقد. وتغيّب عن جلسات البرلمان نواب "حزب الله" وحلفائه، داعين الى "التوافق مسبقاً" على رئيس قبل عقد الجلسة. من جهته، أشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، المرشح للرئاسة، الى أنه "على رغم كل نتائج وسلبيات تعطيل الانتخابات، حزب الله وفريقه مصرّان على تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية"، مشدداً على أن "الوضع بالبلد في حاجة إلى حلول وهذا لا يتم إلا عبر انتخاب رئيس". وشدد جعجع في مؤتمر صحافي على أنه "لا يمكن ان نتأمل بحلّ أي مشكلة نعيشها سوى بانتخاب رئيس"، مؤكداً "استعداد القوات للجلوس مع الفريق الآخر لتتفاهم". ورأى أنه "لا يوجد أي عمل نقوم به بأهمية انتخاب رئيس، لأنه بغيابه الدولة غائبة ولا يمكن ان نحل أي مشكلة". ويأتي هذا الفشل الجديد في وقت يتعرض فيه لبنان إلى خضات أمنية متتالية ناتجة من تداعيات النزاع في سورية. وكان آخره تعرض موقع ل"حزب الله" في نقطة حدودية بعيدة حوالى عشرين كيلومتراً من عرسال الاسبوع الماضي لهجوم من جبهة النصرة تسبب بمقتل ثمانية عناصر من الحزب، تلته معارك في منطقة القلمون السورية المتاخمة للحدود اللبنانية بين الجيش السوري و"حزب الله" من جهة ومجموعات المعارضة المسلحة من جهة اخرى على مدى يومين.