إتهم محافظ نينوى أثيل النجيفي رئيس بعثة الأممالمتحدة في العراق مارتن كوبلر ب»القفز» على «حقيقة الأزمة السياسية في البلاد عندما لم يتطرق إلى خطورة مقاطعة ثلثي الوزراء للحكومة في تقريره الأخير»، فيما قدمت قوى وكتل في المحافظة مذكرة إلى مفوضية الانتخابات ترفض قرار تأجيل الانتخابات المحلية. وأعرب معتصمون في المحافظات التي تشهد تظاهرات ضد الحكومة، عن امتعاضهم من أداء كوبلر، واتهموه بالتحيز، ما دعاه إلى إرسال مبعوث إلى تلك المحافظات، ليؤكد أن دور البعثة هو «نصحي واستشاري»، وقد أصبحت «في حيرة من أمرها، جراء عدم رضى الطرفين، الحكومة والمتظاهرين». وقال النجيفي في مداخلة نشرها على حسابه الشخصي على «فايسبوك» إن «تقرير كوبلر الذي قدمه إلى مجلس الأمن الخميس الماضي قفز على حقيقة الأزمة السياسية في العراق، حين أشار إلى أن ما قامت به لجنة الشهرستاني ستساهم في تهدئة الأوضاع، كما انه لم يتضمن خطورة مقاطعة ثلثي الوزراء للحكومة». وكان مجلس الوزراء قرر تأجيل الانتخابات في محافظتي الأنبار ونينوى، لدواع أمنية، فيما دعا كوبلر في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي الحكومة إلى ضرورة «التنفيذ الفوري لمطالب المتظاهرين»، وأكد أن بعثته «لن تبقى على الحياد في حال استمرار انتهاك حقوق الانسان، لأن المتظاهرين يشعرون بالتهميش وعدم الأمان». في المقابل، قال عضو مجلس نينوى عصام عايد إن «كوبلر كان موضوعياً في نقاشاته، وهذا ما لاحظته في لقاءاتنا، ومن الطبيعي أن يخفق في إرضاء جميع الأطراف، سواء الحكومة او المتظاهرين، ومهمته هي نقل وجهات النظر، وإبداء الرأي الرسمي للأمم المتحدة»، وأضاف في تصريح إلى ل»الحياة»: «حتى في حال استبداله فإن موقف الاممالمتحدة سيبقى على ما هو عليه من الحيادية، وأرى من غير المنطقي المطالبة باستبدال شخص لديه وجهة نظر». إلى ذلك، قال عضو مجلس نينوى سالم عرب إن «الآراء بين كتل وأعضاء المجلس تبدو مختلفة إزاء الموقف من كوبلر، ولكنني أبلغت إليه عندما التقيناه في المجلس عدم ثقتي بالأممالمتحدة، لعدم قدرتها على لعب دورها الحقيقي بسبب التأثيرات الدولية»، وأوضح أن كوبلر «أحياناً لا يتخذ القرارات الصحيحة كممثل للمنظمة الدولية، وأحياناً يتحدث في السياسة». وأوضح أن «لا مانع من أن يحافظ على حياده، من حقه ان يرى حصول تقدم في مساعي اللجنة الوزارية، ولكن عليه أن يؤكد أن هناك قصوراً والدليل استمرار التظاهرات، وعليه أن يذكر السلبيات والإيجابيات، لذلك أؤيد تغييره وشعرت بأنه ضعيف يكتفي بمراقبة الاحداث». وأكد تعرض الكتل الرافضة لتأجيل الانتخابات إلى «مضايقات»، وقال: «كان مقرراً صباح اليوم (امس) عقد اجتماع موسع في فندق نينوى الدولي، للكتل والقوى الرافضة التأجيل، وأبلغتنا الأجهزة الأمنية بوجود عبوة قريبة من الفندق، وأن الطرق قد قطعت منذ السابعة صباحاً، ما أثار شكوكنا، في حين كان لديهم الوقت الكافي لتفكيكها، واضطررنا إلى تغيير الموقع إلى النادي الاجتماعي في منطقة الدندان، وحضر اللقاء نحو 200 شخصية، أصدروا بيانا أعربوا فيه عن رفضهم تأجيل الانتخابات، وتم تقديم مذكرة وقّعها رؤساء الكتل إلى مفوضية الانتخابات».