تحدّى محافظ نينوى أثيل النجيفي المقاطعة التي أعلنتها بعض أقضية المحافظة على خلفية الصراع بين قائمتي «الحدباء» و «نينوى المتآخية» عبر القيام بجولة لتلك الأقضية وسط تنظيم تظاهرات محلية ضد خطوته، فيما نفى نائب المحافظ أنباء تحدثت عن هروبه الى سورية بعد اتهامات وجهت اليه بدعم مجموعات مسلحة. وقال نائب رئيس مجلس محافظة نينوى دلدار زيباري في تصريح الى «الحياة» إن «الهدف من سلسلة الزيارات التي يقوم بها المحافظ الى المناطق المحيطة بالموصل هو تفقد هذه المناطق الأكثر تضرراً بموجب التقارير الرسمية بما في ذلك تقارير الأممالمتحدة، بسبب عدم وضوح تبعيتها، حيث تشهد قصوراً في الخدمات والعمران والنشاط الاقتصادي». وأضاف ان «المحافظ يقوم حالياً بسلسلة زيارات الى هذه المناطق بصحبة وفد من رؤساء الدوائر الخدمية الحكومية للاطلاع على النواقص وتوفير الحلول». ولفت زيباري الى ان «هذه المناطق تخضع لسيطرة أحد الأطراف السياسية (في إشارة الى الأحزاب الكردية) بقوة السلاح، لذا فإنه لن يصح إلا الصّحيح، وهذا هو الهدف المعلن لزيارة المحافظ». ونقلت مواقع إخبارية ومصادر صحافية أن محافظ نينوى أثيل النجيفي تعرض الى «رشق بالطماطم» لدى زيارته قضاء تلكيف (شمال غربي الموصل) بعد ان أخفق متظاهرون في المنطقة التي أعلنت تمردها على حكومة الموصل في منعه من دخول القضاء. وأضافت المصادر ذاتها أن المتظاهرين تجمعوا عند مدخل القضاء لمنع المحافظ من الدخول اليه، الا ان القوات المتعددة الجنسية ساعدت النجيفي على الدخول. وتابعت تلك المصادر أن القوش التابعة لقضاء تلكيف شهدت تظاهرة عند مدخل الناحية أعرب المشاركون فيها عن رفضهم الزيارة التي كان من المقرر ان يقوم بها النجيفي لناحيتهم. وتعيش محافظة نينوى واقعاً سياسياً متأزماً منذ انتخابات مجلس المحافظة التي أجريت في كانون الثاني (يناير) العام الماضي، اذ حصلت قائمة «الحدباء» على 19 مقعداً في المجلس المكون من 37 مقعداً، واستحوذت على جميع المناصب الإدارية الرفيعة في الموصل، ما أثار رد فعل قائمة «نينوى المتآخية» الكردية التي اعلنت مقاطعتها أعمال واجتماعات مجلس المحافظة وتبعها في ذلك عدد من الأقضية منها تلكيف. وعلى صعيد ذي صلة، نفى النائب الثاني لمحافظ نينوى القاضي حسن محمود الأنباء التي تحدثت عن هروبه الى سورية بعد أنباء عن اتهامه بدعم جماعات مسلحة في الموصل، وفق مصادر أمنية. ونقلت قائمة «عراقيون» التي تتبع محافظ نينوى أثيل النجيفي، عن حسن محمود قوله ان «ما تناقله بعض وسائل الإعلام هدفه ترويج الإشاعات الكاذبة التي من شأنها الإضرار بمحافظة نينوى للحصول على مكاسب شخصية وحزبية ضيقة» وأوضح ان «الإشاعات التي تحدثت عن هروبي الى سورية عارية من الصحة، وتأتي ضمن برنامج سياسي ينتهجه بعض الأحزاب كي يحاول زعزعة الأمن في المحافظة». وأكد دلدار زيباري ل «الحياة» إن محمود «كان حاضراً في اجتماع مجلس المحافظة (أمس) ونحن نعرف هذا الرجل بجديته في العمل وإخلاصه، وهو رجل بعيد كل البعد عن مثل هذه الشائعات».